***الـقُــدسُ تَـنتَــحِــبُ***

مَـزَّعَـتني الكلابُ مِنْ أجْنابي
فحياتي الرُّهابُ مِلْءُ إهابي

النُّهى لَهْفة ٌ، وبعضُ انكسارِ الرّ
رُوحِ قـَهرٌ وحُرقَة ٌ لاستلابي

ونِداءانِ مِن أنينٍ يَمــورا
نِ، فهذا المَدى شَجَا لاغْتِصابي

والفِدا مَنسَكٌ لِـُطـهــرِ ثَراها
وثَراها الغرامُ للأصْلابِ

أنطَـقَـتني مُصيبة ُ الغَدرِ، فارْتَعْــ
تُ، وَللغَدرِ أخذة ٌ كحِرابِ

واستوتْ لي مَجازرُ النَّفي، نأيٌ
سَرمَدِيٌّ، وَغُربة ٌ كعُبابِ

واستجارت مآذِني، فمُجيري
مُسْـتَـخِـفُّ النِّــدا، ويَــرْبُـو مُصابي

والشَّوى ثائِرُ الحُميَّــا، فصَدرٌ
يَستَهيبُ العِدا، وَما مِنْ مُحـابِ

عنفوانُ اليهودِ طقسٌ… أَأنأى
وبِجَنبيَّ مِن مَداهُ اغترابـي؟!

إنْ أنا مِتُّ ،يُبعَـث النـَّـسلُ نَسلًا
مَقدِسيّا، ومَنبَتي أصلابي

أَيُذيبُ الخَلْفُ الشِّـقـاقَ، فَيَخبو
في رَمادٍ، ويَقهَروا غـُـصَّـابي؟!

نَهَمٌ في اليهودِ لو هُوِّدَ الشَّـعْــ
ــبُ، فللشَّعْـبِ في العُروقِ انسيابي

واتِّجاهٌ إلى النِّزاعاتِ يُشْـقـيـ
ــنِ، فُيُغرى العدوُّ بالأحزابِ

العُلومَ الَّتي عَرَفْنا.. ارتدادٌ
والسَّـبيلَ الَّتي اقْـتَـفَـينا.. ذِهـابـي

مُوغِــلٌ في الفُـجـور تَـلـمُودُ عَـدْوٍ
يا لحَبْرٍ يَؤُزُّهُ أقصى بي

رَبِّ أوجدتَّني لِمسرًى شَريفٍ
وبُراقٍ ورَميَةِ النـُّـشَّـابِ

ها أنا القُدسُ.. مَوْئِلي عَدلُ رَبِّي
سَبقتْني لَهُ لُحونُ انْتِحابي

أين حِـِّطـينُ وابْنُ أيُّوب مِنكُمْ؟
كان هذا الفِرِنْدُ خَيْــرَ مآب

إهاب: جِلْـد
لهفة: شُعورٌ بالقَلَق مَردُّه إلى انْتِظار شَيْء أو عدمِ التَّثبُّت منه
استوى: قصد وتوجَّهَ لا يَلوي على شيء
العُبابُ: صوت أمواج البحر ترتفع بصخب
الشَّوى: ظاهر الجِلْد أو جلدة الرأس الحُميَّــا: أَوَّلُ الغضب
الخَلْفُ: الوَلَد الطَّالح
البُراق: دَابَّة ركبها رسول الله ليلةَ المعراج
النـُّـشَّـاب: سَهْم، نَبْل
الفِرِنْدُ: السَّيف

محمد إبراهيم الفلاح