إلى روح جدّي أبي حسن رحمه الله تعالى:

عندم كنت صبياً أمتطي
الأغصان ألعبْ

كان جدي رحمةُ الله عليهِ
لا يحب الإبتسامْ

كان يوصيني مليّاً
بانتظامْ: 

لا تكن غضّاً طريّاً
بل وكنْ مُرّاً شديد البأس
لا تخشَ الأنامْ

لم أكن أفقه ما يعنيه جدي،
غير أني قد تدرّجت
بفهمي عاماً بعد عامْ

هو سمّاني كذلكْ، بعدما
جئت بساعات قليلةْ؛

علّهُ تاق لنورٍ في دياجير الظلامْ

ربما كان يُداري عبرةً بين الكلامْ

ربما كان يواري نكبةَ الموت الزؤامْ

أينعمْ أسميتُها الموت الزؤامْ:

أرضنا أضحت سليبةْ

بل وصرنا في عداد اللاجئينْ

نرقب الظلم حيارى تائهينْ

وجَرَعنا كل أشكال الأذى
حتى الثمالةْ

نتقي كل المآسي في الخيامْ!!

كلهم قد أسلمونا بالوكالةْ

كلهم قد باع فينا واشترى
فيما بدا لهْ

جرّدونا الحقّ أن نحيا كراما

علّنا ننجب جيلاً خانعاً يبغي سلاما

مزقوا أوصالنا كل ممزّقْ

ننتفي في كل أصقاع الشتاتْ

وهنا صندوق غوثٍ مٍنْ فُتاتْ

لا  يوفّينا حياةً أو مماتْ

فصبرنا كلّ صبرٍ بين الصابرينْ

ونقشنا “إنّ أقصانا عقيدةْ” في عقول الناشئينْ

(فَتَأتّى مِن صميم القهرِ جيلٌ واثقٌ بالنصر جبارٌ أمينْ)

لا نبالي إنْ تخلَّ القوم عنّا؛ إننا نأوي إلى ركنٍ متينْ

لا نبالي إنْ تخلَّ الكل عنا
إننا نأوي لرب العالمين.

نجم رضوان