قَـد ضـاعَ نِـصفُ العُمْرِ بِالأَحزانِ
والـنِّصفُ ضـاعَ بِـفُرقةِ الأَوطـانِ

وَلـقَد دَرَجـتُ عَـلى وِداعِ أَحِبَّتي
إِنْ غــابَ حِــبٌّ غـابَ حِـبٌّ ثـانِ

دُنـياكَ إِنْ جـادتْ بِـفَيضِ نَعيمِها
أخَــذَتـهُ مــنـكَ بـغَـفـلةٍ وَثـــوانِ

خُـذْ زَهْـدَ ما يَكفيكَ مِنْها إنَّ مَنْ
طَـلبَ الـمَزيدَ ازْدادَ في النُّقصانِ

وَلَـكَمْ بِـها لِأُوْلِـي الـنُّهَى مِـن آيَةٍ
هَــلَّا اتـعَـظْتَ أَيــا بَـني الإنـسانِ

اِلْــهَـج بِــذكـرِ اللهِ تَـحـيـا آمِـنًـا
فَـالـذِّكرُ يُـذْكـي شُـعـلَةَ الإيـمـانِ

وَاربَأ بِنَفسِكَ عَن ضَلالاتِ الهَوَى
بَـعضُ الـهَوى وَيـدُ الـرَّدى سِيَّانِ

وَاجــعَـلْ لــهـا زادًا لــدارِ إقـامـةٍ
بــالـبِـرِّ تُــثـقـلُ كــفَّــةَ الـمـيـزانِ

فَـالعُمْرُ يَـمضي والـحَياةُ قَصيرَةٌ
وَالـمَوتُ يَـضربُ دونَما استئذانِ
—–
جمال الجشي