يا أمّةً أخنى على روحٍ لها
معنى الضّياعِ وقادها نحو العدم

حتّامَ هذا الذلُّ ينثرُ شوكَهُ
يُدميهِ قلبَ القدسِ يُهديهِ الألمْ

أوّاهُ يا قدسي الحبيبةَ ما جرى
مضُّ الجراحِ أفاضَ دمعاً ماهَ دمْ

خانت ْ أُساتُكِ حينَ جندلكِ الأسى
فاشتدّ هولُ الخطبِ بأساً واحتدَمْ

لا نخوةٌ عصفتْ بهم لا شدّهم
ريحُ الإباءِ ولا بدا منهم شممْ

متخاذلونَ وعيشُهم ذلّا همى
أحنوا الرؤوسَ ومالؤوا ذاك القزم

لا حسَّ فيهم لا ضميرَ يؤزُّهم
باتوا كصخرٍ جُلْمُدٍ قاسٍ أصمْ

كلّ المآسي والخطوبُ دُموعُنا
ما استنهضت فيهم بقايا من هِمَمْ

ثكلى تنوح حرائرٌ سحلتْ وما
هبّوا ولا سارتْ بهم يوماً قدم

أينَ الأُلي إنْ صرخةٌ ردّ الصّدى
صلّتْ سُيوفُ وصالَ جيشٌ واقتحَمْ

تُعساً وقَصْماً للعبيدِ ونسلهم
وعسى إلهي عرشَ زيفِهِمُ حطَمْ

من باع قدسي للأعادي وانتشى
في شربِ نخبٍ للعمالةِ وابتسمْ

قدسي فداكِ الرّوحُ يا بابَ السّما
معراجَ أحمدَ ذا النّدى والطّيبُ عمّ

ومباركٌ ما حول أركانِ الحمى
ومُوشّحٌ بالنورِ أقصى مِنْ قِدَمْ

ذا شعبُكِ المقدامُ يمتشقُ الرّدى
بركان نارٍ يغتلي بلظى الحمم

هذا الشبابُ الحرُّ ذخرٌ للحمى
ليثٌ هصورٌ إنْ تواثبَ أو عزم

صقرٌ وإن غلّوا جناحه ما اشتكى
طاف الأعالي واعتلى تيك القمم

في همّةٍ تحدوهُ قطفاً للمنى
والقيد ياللقيد معصمَهُ وسَمْ

ومضى يشقُّ الرّيحَ في إثْرِ العِدا
للثأرِ هبَّ وما توانى .. وانتقم

لن ينثني الأحرارُ يا وطنَ الفِدا
عن بذلِ روحٍ تفتديكَ بدفقِ دَمْ

نعمَ الأشاوسُ والحماةُ لذا الحمى
في قلبِهم تغلي وتضطرمُ النِّقَم

لله نودِعُهم ومسجدَنا الذّي
طهراً تهامى فوق باحاتِ الحرَمْ

فالله خيرٌ حافظاً هوَ حسبُنا
عدْلٌ خبيرٌ قادرٌ نعمَ الحكم

عائدة قباني