ماذا أقول وقد تَوسّدَ
هامتي شَيبُ الوَقارْ

ومشيتُ في كلّ الدّروبِ
وما وصلتُ إلى قَرارْ

مرّتْ سُنون العمر أصلحُ
ما استطعتُ من المسارْ

وغدوتُ أجترُّ الأماني
(زاعماً فات القطارْ)

ونعيتُ نفسي قبل موتي
والعزاءُ هو الخَيارْ

أنا مذ نعومة أظفُري
أدركتُ إدراكَ الكبارْ

أدركتُ كم كنّا مَطايا
للهزيمةِ والصَّغارْ

أدركت كم عَبثَ العدا
أدركت كمْ حجم ((المَرارْ)

أنا مُذ نعومة أظفُري
غادرتُها تلك الديارْ

لكنها عاشتْ بقلبي
والجوارح في جوارْ

ولكم تملّكني الأسى
بل هدّني ضَيْمُ القفارْ *

قد حاصروني في الشّعاب
ووثّقوا ذاك الحصارْ

ونُفيتُ مكتوف اليدينِ
مجرّداً من ذي الفقارْ *

عشتُ اللجوء طوالَ عمري
وقد أموت بذا العوارْ

قاومت كيد المعتدي
رغم الضحايا والدمارْ

وبذلتُ كل نفائسي
أنعِمْ بذلك منْ خيارْ

ما كنت مضطرب الخُطى
ولا تملّكني خوارْ

ما كنت أعبأُ لحظةً
للمذعنينَ لما يُدار

والساقطينَ على الطريق
المرجفينَ فهم صِغارْ

والقابضين لعاعةً
بئس المُتاجِر بالذمارْ

تبّاً لهم كم أقْحمونا
في دياجيرِ الخَسارْ

تالله تلك خيانةٌ
كبرى وعارٌ ألفُ عارْ

نجم رضوان

* القِفارُ : جمع قَفْر؛ خلاء، لا ماء فيه ولا كلأ ولا ناس.
* ذو الفقار: سيف أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب.