من بين الأطفال الذين كانوا يدرسون في المدرسة التابعة للمركز الإسلامي، اعتاد إسلام ذو الستة أعوام أن لا يدخل للفصل الدراسي، بل كان يأتي ويضطجع في المسجد حتى نهاية اليوم الدراسي. وكلما دخلت المسجد ووجدته هناك أبادره بالسؤال:"لِمَ أنت هنا؟ ولِمَ لا تدخل الفصل"، فيجيبني في الحال :"أنا زعلان من اليهود"، فأقول له: "وأنا أيضاً زعلان من اليهود لكني أقوم بعملي". كنت أحاول إقناعه أن يدخل الفصل كلما رأيته في المسجد، لكن دون جدوى.

ذات مرة اقتنع إسلام أن يدخل الفصل، لكن بعد مكوثه هناك ما لا يزيد عن خمس دقائق قرر الهروب من الفصل إلى المسجد، وبالفعل خرج جارياً إلى المسجد، فجرت مدرسته لاحقة به، فلما وصل المسجد وكانت المدرّسة على وشك الإمساك به، توقف فجأة ورفع يديه مكبرا ًومباشراً في الصلاة، فتركته المدرّسة وعادت أدراجها خالية الوفاض.

إسلام الآن في العشرين من عمره، ولعله يقرأ هذه السطور، ويتذكر….
بقلم:نجم رضوان