كان عند أبو احمد ارض كبيرة مزروعة بأشجار الزيتون، وله ولدان وهما احمد وخالد.
اعتاد أحمد الذهاب إلى أرضهم المسماة بـ " العمارة" لقطف الزيتون وخالد إلى الجامعة ،وفي أيام العطلة كان خالد يساعد أهله في قطف الزيتون ،لكن في احد الأيام حصل خصام بين الإخوة، فقال: احمد أنا الكبير يا خالد واعمل بجهدي .
رد خالد أنا اعمل متى أريد ومتى أشاء دون إرهاق أو تعب .
 سمعه الأب فغضب منه، وقال له: اعمل بجهد وإلا عاقبتك ،وعند غروب الشمس ركبوا في السيارة وذهبوا إلى البيت ،ومعهم كل ما حصلوا عليه من ثمار الزيتون ،وبعد أن انتهوا من قطاف الزيتون بعدة أيام مرض أبو احمد ،وعندما حانت منيته، كانت وصيته لأولاده التي قالها: اعتنوا بالأرض وتمسكوا بها كما تحبوا أولادكم ،وقال لهم مثل شهير يقال في كل مكان وهو :" الأرض كالعرض" فحافظوا عليها واحترموا شجرة الزيتون .
قال احمد نعم يا أبي سنحفظها في حدقات عيوننا ،وقال خالد سأحفظها في قلبي ،وقال: الأب بارك الله فيكم يا أبنائي ،وبعد لحظات مات الأب فحزنوا كثيرا عليه وبعدها بثلاث سنوات تزوج خالد وقال سأبيع حصتي في أرضنا لكي احصد المال الوفير ولا أريد أن اتعب واشتغل ،لكن احمد كان له جواب آخر.
 قال لأخيه خالد ما بك يا خالد أنسيت وصية أباك قال خالد لا تتدخل في شؤوني وهكذا غضب احمد من خالد وابتعدوا عن بعضهم البعض وقال احمد آه لو عرفت أن خالد سيفعل هذا لم أعطه أرضا ،وبعدها جاء موسم قطف الزيتون فذهب احمد وأولاده وامرأته وأمه للعمل في الأرض وقطف الشجر ، بينما كان خالد نائما في بيته، وبعد انتهاء موسم القطاف .
ذهب احمد لبيع حصاد الموسم من أواني الزيت الوفير، ولكن خالد لم يبقَ معه المال الكافي فقد صرف ثمن الأرض على اللهو ،وندم كثيرا على ما فعل وأكلته الحسرة والندامة، أما أحمد فقد ربح كثيرا من هذا الموسم الوفير وأخذ يفكر بشراء قطعة أرض جديدة حتى تكون حصنا لأولاده ويرثوها من بعده .
تساءل أحد أبناء خالد لم يا أبي بعت الأرض ولم لا تحافظ عليها كعمي أحمد .
قال خالد :آه لو أني أبقيت على أرضي ولم أبعها ،وهكذا عاش أحمد وأولاده بسلام وهم يقطفون أشجار زيتونهم في كل عام ،لكن خالد كان حزينا  وبقيت غمامة الحزن لا تفارق محياه ،وهذه نهاية من يفرط بأرضه.
بقلم: رغيد فلاح توفيق أبو صفية 
      الصف السادس أساسي  – فلسطين