افتتاح العام الخامس
عشية انقضاء السنة الرابعة من عمر "انتفاضة الأقصى والاستقلال"، ألمت بالرئيس ياسر عرفات وعكة صحية ،استفحل امرها ،باطراد .وكانت الصحف الإسرائيلية قد أخذت تناقش ـ منذ صيف 2004ـ مرحلة مابعد عرفات .فيما كان الرئيس الأمريكى ،جورج دبليو بوش ، قد صرح ،فى 17/6/2002، عقب لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلى، آنذاك ،أرييل شارون ،بأن الشعب الفلسطينى فى حاجة إلى قيادة جديدة .
لقد أحس كبار المسئولين الأمريكيين والإسرائيليين بأن عرفات يراوغ ،بعد أن كان سار طويلا معهم فى طريق التسوية . وفى هذا الصدد ،كتب شيمون بيريز مقالا ، نشرته يومية سعودية ،فى لندن ،بعد يومين من وفاة عرفات ، ربما كان عنوان المقال كافيا للتعبير عن مضمونه :"فتح أبواب التاريخ لكنه لم يمض إلى الشوط الأخير "،(  23)  ولهذا قتلناه! ربما كانت هذه تكملة العنوان.
صحفىإسرائيلى صديق لشارون ،وكاتم أسراره، هو أوري دان ، كتب، عشية رحيل عرفات "إن يدي شارون قد أطلقتا ،في أعقاب محادثتة مع الرئيس بوش ،فى14/4/2004 ، وعندها بدأ الوضع الصحى لعرفات بالتدهور "(24).
كما لاحظ الصحفي الإسرائيلي الليبرالي ، أمنون كابليوك بأن وفاة عرفات لم تكن طبيعية ، بل تدخلت فيها "أيدغريبة" ! خاصة وأنه سبق للأمن الإسرائيلي أن حاول اغتيال رئيس المكتب السياسى لحماس ،خالد مشعل ، فى عمان ، فى سبتمبر/أيلول 1997،فما الذى يمنع ذاك الأمن من التكرار مع عرفات ؟!خاصة وأن شارون لطالما هدد بتصفية الحساب معه؟!(25)
فى المحادثة الهاتفية بين شارون وبوش (14/4/2004)،أشار الأول إلى أنه فى حل من تعهده بعدم المس ، جسديا ،بياسر عرفات .عندها أجابه بوش :"ربما من الأفضل إبقاء مصير الرئيس الفلسطينى بيد خالق الكون". سارع شارون إلى الرد :"إن خالق الكون يحتاج إلى المساعدة ،فى بعض الأحيان!". وتوجه شارون،من فوره،إلى الصحفيين ،معلنا بأن يديه مطلقتان بشأن رئيس السلطة الفلسطينية .(26  )

  محاولات اغتيال فاشلة

 قام الكيان الصهيونى بمحاولات عدة، لاغتيال كثير من الكوادر الفلسطينية، باء بعضها بالفشل، لأسباب خارجة عن إرادته، منها جريمة الاغتيال الفاشلة لقيس عبد الكريم ( أبو ليلى)، المسئول الأول " للديمقراطية" فى الداخل ، فى 1/9/2001 0

 فى 10/6/2003، كانت محاولة الإغتيال الفاشلة للدكتور / عبد العزيز الرنتيسى، عضو القيادة السياسية فى " حماس"، حين قصفت طائرات الأباتشى السيارة التى كان يستقلها هو ومرافقوه، استشهد أحدهم، وأصيب اثنان منهما بجراح خطيرة، منهم ابنه 0 كما تعرض محمد ضيف، مسئول الجناح العسكرى  لحماس، لثلاث محاولات اغتيال فاشلة(27)

 تلقت حكومة شارون، فى 6/9/2003، الضوء الأخضر، من حليفتها، الولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن تمكنت من إقناع الإتحاد الأوروبى بإمكانية إدراج الجناح السياسى لحركة " حماس" ضمن قائمة المنظمات الإرهابية، حاولت قوات الاحتلال، اغتيال الشيخ أحمد ياسين، مؤسس " حماس" ، واسماعيل هنية، أحد أبرز قادة الحركة، بإسقاط قنبلة تزيد على 250 كيلو جراماً من المتفجرات الحارفة على شقة سكنية، لأحد أساتذة الجامعة الاسلامية فى مدينة غزة، خلال تواجد الشيخ مع بعض أعضاء الحركة فى زيارة اجتماعية للمنزل0 إلا أن الجريمة باءت بالفشل، وأصيب خلالها خمسة عشر من المواطنين المتواجدين فى المنطقة، أثناء الجريمة(28)0

 فى محاولة اغتيال فاشلة أخرى، قصفت قوات الإحتلال منزل محمود الزهار بصاروخ، بواسطة طائرة أف 16، فاستشهد على أثرها مرافقة وابنه، كما أصيبت زوجته، وابنته، بجراح خطيرة(29)0


المحصلة

• استهدفت عمليات الاغتيال القادة الناشطين، وأيضاً المدنيين، وكأن ليس لدى إسرائيل معلومات استخبارية لمعرفة ما إذا كان هناك مدنيون عزل، وهى التى تملك طائرات استطلاع، تستطيع تحديد ذلك، بسهولة، فضلا عن امتلاك اسرائيل قمر التجسس، ينقل، بصورة واضحة، جميع الأزقة، وما فيها0

• يتباهى "رجل السلام" شارون، هو ومؤسسته الأمنية، بكل عملية إجرامية، ويهنىء منفذيها0 وتذكر صحيفة " يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، بأن المؤسسات الأمنية فى اسرائيل تتباهى بما قامت به، من قتل وتصفية لعدد لا بأس به من القادة الفلسطينيين، النشطاء، الذين كانوا يشكلون خطراً على الأمن0(26) الى ذلك تزعم قيادة الاحتلال الصهيونى بأن كل ما تتخذه قوات الاحتلال فى الأراضى المحتلة من اجراءات، تمس حياة المدنيين وممتلكاتهم، يأتى فى إطار " الضرورات الحربية"، التى يبيحها القانون الدولى الإنسانى(30)!.

• استباحت المحكمة العليا الصهيونية، بإصرار متعنت، الدم الفلسطينى، حينما ردت التماساً، قدمته " جمعية القانون"، وجمعيات حقوقية وانسانية أخرى، طالب بإصدار أمر إحترازى، يمنع القوات الصهيونية من مواصلة اعتماد سياسة الاغتيالات، التى تنفذها تلك القوات، بحق المواطنين الفلسطينيين، خاصة وان عمليات الاغتيالات تخلق ضحايا غير المستهدفين، بنسبة 30-50% (31)0
• ترتب على ذلك أن استراتيجية الاغتيالات تهدف الى تفكيك بنية المنظمات الفلسطينية، وتفتيت النظام السياسى الفلسطينى، وفتح الأبواب أمام توترات فلسطينية داخلية، واضعاف قدرة الفلسطينيين على الصمود0
• يتضح ،أيضا،ً بأن الطريقة التى يسلكها شارون، لتنفيذ مخططة السياسى فى إقامة سلطة فلسطينية مجردة من السيادة، والاستقلال، وتخضع، فى وجودها، وبقائها ،وعملها، الى الاحتلال الإسرائيلى(32)0
• بلغت جرائم الآغتيال، التى اقترفتها قوات الاحتلال الصهيونى للقادة السياسيين ، وناشطى الآنتفاضة، والمدنيين، منذ بدء " انتفاضة الأقصى والاستقلال" ، وحتى 28/9/2004، أى بمرور أربعة أعوام على الانتفاضة، (267) جريمة اغتيال، راح ضحيتها (601) مواطناً فلسطينياً، بينهم (363) من المستهدفين، واستشهد خلالها (238) مواطناً آخرين، تصادف وجودهم فى مكان الجريمة0
• تصاعدت جرائم الاغتيال باطراد، ففى العام الأول من الانتفاضة اقترفت قوات الاحتلال 41 جريمة اغتيال راح ضحيتها عدد (72) شهيداً، بينهم (36) مستهدفاً، أما العام الثانى فشهد ارتفاعاً ملحوظا فى حجم العمليات، وبلغ عدد العمليات 50 جريمة اغتيال، راح ضحيتها (108) شهيداً، بينهم (70) مستهدفاً0 وشهد العام الثالث ارتفاعاً مضاعفاً للعامين الأولين فى حجم العمليات، فبلغ عدد العمليات (80) جريمة اغتيال، راح ضحيتها (194) شهيداً، بينهم (112) مستهدفاً،فيما شهد العام الرابع ارتفاعا آخر، فبلغ عدد العمليات (96) جريمة اغتيال، راح ضحيتها (227)شهيدا،بينهم (91)مستهدفا.


• منذ بداية العام الثالث للانتفاضة أخذ الصراع مع الاحتلال الصهيونى،منحى أكثر خطورة ، حيث اقترن هذا العام ، ببداية مرحلة جديدة فى المنطقة العربية، بتجاهل الولايات المتحدة الأمريكية، الشرعية الدولية بالتعدى على سيادة العراق، واحتلاله، وما تبع ذلك من اسقاط الشرعية الدولية، عن المقاومة الفلسطينية، وتصنيف الانتفاضة بأنها عمل إرهابى، على المستوى الأمريكى، والأوروبى ، والصمت العربى المصاحب لذلك0 تلك التطورات، والتقلبات، جعلت الانتفاضة عملاً محصوراً، ومعزولاً داخل فلسطين، جبراً، وبات ما يقوم به الكيان الصهيونى من جرائم " دفاعاً عن النفس"، ومحاولة وقف " الارهاب" الفلسطينى، والمقاومة ! دون رقيب أو حسيب من المجتمع الدولى0 واستغل الكيان الصهيونى ذلك لإبادة الشعب الفلسطينى0
• رغم أن الاغتيالات كانت نهجاً ثابتاً فى سياسة الاحتلال، فإن الجديد فى العام الثالث للانتفاضة، فإن تلك السياسة أصبحت استراتيجية جديدة، تبلورت فى اغتيال القيادات الفلسطينية، فى جميع التنظيمات، ودون تفريق بين القيادات السياسية أو العسكرية0
• فى الوقت نفسه، كان للحرب ضد العراق دور كبير فى التغطية والتشويش على ما يفعله الاحتلال الأسرائيلى، بقيادة مجرم الحرب شارون، فى الأراضى الفلسطينية، من إقامة الجدار الفاصل، والتوسع فى سياسة الاستيطان(33)0
• استخدمت قوات الاحتلال وسائل وتقنيات متطورة ومتعددة، بداية بإطلاق النار على الأشخاص، وعمليات القتل والتصفية فى المنازل، مروراً بعمليات تصفية، بواسطة القناصين، وصولاً الى اطلاق الصواريخ، بواسطة طائرات الأباتشى، وطائرات الأف 16، على السيارات، والمنازل، والمكاتب، وهناك عمليات الاقتحام، والتصفية، بواسطة الوحدات الخاصة، وتدمير المنازل، والهواتف عن بعد، والسيارات المفخخة، وزرع العبوات الناسفة0
• تم فى 29 حزيران /يونيو 2003، الاتفاق على هدنة بين الفصائل الفلسطينية، والكيان الصهيونى، لكن شهر تموز / يوليو 2003، الذى أعقب سريان الهدنة، شهد انتهاكات عدة، من قبل سلطة الاحتلال، شملت الأراضى الفلسطينية كافة، منها 399 قصف واطلاق نار على لأحياء والمساكن المدنية والمنشآت العامة والخاصة، واستحدث 46 حاجزاً عسكرياً، وشهد 176 انتهاكاً لحرية التنقل، واغلاق للطرق، وفرض للحصار، و  60 مداهمة واقتحام، و47 حالة اعتقال، و 21 عملية تجريف ومصادرة أراضى0
• وصل عدد الجرحى برصاص جيش الاحتلال، لشهر تموز / يوليو 2003، الى 306 جريحاً، فيما بلغ عدد المعتقلين، خلال الشهر نفسه، 332 معتقلاً(34)0
• فى 21 آب/أغسطس 2003، ارتكبت جريمة اغتيال، يندى لها الجبين، حيث قصفت طائرات الأباتشى خمسة صواريخ  على سيارة كان يستقلها الشهيد المهندس/ إسماعيل ابو شنب، عضو المكتب السياسى لحركة حماس، ومرافقوه، هانى ماجد أبو العمرين، ومؤمن بارود، مما أدى الى تفحم جثث الشهداء الثلاثة، وإصابة أكثر من 15 مواطناً بجراح مختلفة، منهم 5 فى حالة خطيرة0 منذ ذلك التاريخ، وحتى 7 سبتمبر / أيلول 2003، سقط عشرون مواطناً، وأصيب عشرات آخرون، جراء جرائم الاغتيال الاسرائيلية، من بينهم خمسة عشر قائداً سياسياً وميدانياً، لفصائل المقاومة(35)0

• قال الوزير الصهيونى ،عوزى لانداو، فى أعقاب اغتيال اسماعيل أبو شنب، إن على تل ابيب أن تواصل سياسة الاغتيال، لأنه " إذا كان بالإمكان الاستبشار بهذه العملية بعودة (اسرائيل) الى محاربة (الارهاب)، فيجب ان تعتبر هذه العملية مجرد ردعية، فلن تكون نجاحاتها كبيرة"0
• من جهة أخرى دعا نائب وزير التجارة والصناعة الصهيونى، عضو البرلمان، ميخائيل راتسون، الدولة الصهيونية الى اغتيال جميع قادة فصائل المقاومة الفلسطينية، العسكريين والسياسيين، بمن فيهم ياسر عرفات(36)0
• أعلنت " حماس" انسحابها من الهدنة، على أثر اغتيال أبو شنب، أكثر أعضاء الجناح السياسى اعتدالاً، حسب المقياس الاسرائيلى، والأمريكى، والدولى، جاء ذلك بعد خمسين يوماً من الخروقات الاسرائيلية المتوالية، والالتزام الفلسطينى التام بالهدنة0(37)
•  أعلنت " حماس" و "الجهاد"، فى بيان مشترك، إسقاط الهدنة، وسرعان ما انضمت اليهما " الشعبية" و "الديمقراطية"(38)0
• جاء العام الرابع "لانتفاضة الأقصى والاستقلال"،بمنحنى جديد ،تجاوزت فيه قوات الاحتلال كل الخطوط الحمراء ضد شعبنا العربى فى فلسطين المحتلة .فاستهدف الاغتيال الشعب بكل طوائفه،وتحولت المواجهة بين شعبنا العربى فى فلسطين والصهاينة إلى حرب مفتوحة(39).
• رغم أن الاغتيالات كانت ولاتزال نهجا ثابتا فى سياسة الاحتلال الصهيونى ،حيث دأب شارون على التأكيد، دائما ،على عمليات الاغتيال تعكس إيمانه وإيمان دولته بأن قوة السلاح تخلق الأجواء الملائمة لفرض مايؤمنون به ،من وهم إقامة الدولة الصهيونية على أرضنا العربية فى فلسطين ،ويساعده على ذلك النظام العربى الواهن ،والصمت الدولى ، فضلا عن المساندة الأمريكية المطلقة لما يقترفه شارون من افعال. فى الوقت نفسه يؤيد رجال الدين اليهودى ذلك ، حيث أصدروا فتوى،طالبوا فيها الحكومة الإسرائيلية بعدم التردد فى المس بالمدنيين الفلسطينيين فى الحرب ضد مايسمونه "الإرهاب". فقد جاء فى بيان رجال الدين اليهود فى المستعمرات ،تحت عنوان "حياتنا أهم"،أنه فى الحروب لامناص من التعرض للمدنيين، من أجل تحقيق النصر ،وهذا مالايحرمه الدين اليهودى ،ولهذا فإن على رئيس الحكومة ووزير الدفاع إصدار أوامرهما بتصعيد العمليات العسكرية ،حتى تحقيق النصر على الفلسطينيين (40).
• لم يمض يوم دون سقوط ضحايا أبرياء ،معظمهم من المدنيين العزل ،وهذه هى سياسة شارون التى يؤكدها تاريخه الدموى ،ألاوهى سياسة القتل ،والمزيد من القتل .حيث يستهدف جيش الاحتلال ،وشرطته ،ومستوطنوه قتل أبناء الشعب العربى فى فلسطين ،باستهداف التجمعات المدنية ،والأسواق ،والمساكن ،فضلا عن تخريب المزارع ،واقتلاع الأشجار ،وسرقة المياة الجوفية(41).

• إنه لون آخر من الحرب ،ذات الأهداف الاستئصالية ،للبشر ،والاقتصاد ،والعمران ،والطبيعة ،لنتأكد دائما ،ونتذكر ،كلما غفونا إنه إستعمار إحلالى إجلائى استيطانى .
• إن "انتفاضة الأقصى والاستقلال "،مجرد حلقة من سلسلة الكفاح الوطنى المديد للشعب الفلسطينى ،التى تظهر بجلاء الإعجاز البشرى لهذا الشعب الأعزل ،الذى تحاصره طائرات الأباتشى ،وإف 16،وإف18،والدبابات ،برا، وبحرا، وجوا ،فتهدم البيوت ، وتجرف الأراضى ،وتقتلع الأشجار ،فى إطار استراتيجية إبادة شعب ،أو،على الأقل ، كسر إرادته ،لإخضاعه للكيان الصهيونى (42).

• رغم ذلك كان لانتفاضة الأقصى والاستقلال أثرها البالغ على الكيان الصهيونى ، حيث عانى الاقتصاد الصهيونى انهيارات متتالية وكبيرة ،خاصة فى مجال السياحة والإنشاءات ،فوصل حجم الخسائر إلى قرابة ال25 مليار دولار ،خلال الأعوام الأربعة الأولى من عمر الانتفاضة ،كما بلغت البطالة ،عام 2001،وحده ،7ر8%،قفزت ،عام 2002ـ2004،إلى 7ر10%،لتصل إلى11% فى فبراير /شباط 2004،فضلا عن تقليص الميزانية لمعظم الوزرات للعام، 2005،بناء على الخسائر الفادحة ،بنسبة من 4%إلى5%(43).

• يلخص "الشباك"سنوات الانتفاضة الأربع بالأرقام ،فيحصر عدد قتلاه ب1017 قتيلا،و5598جريحا صهيونيا، وكان عام 2002هو الأعنف ،فقد قتل فيه 452 صهيونيا ،وجرح  2309وقد نفذت 138عملية استشهادية ،فى عام 2001،و 35 عملية، فى 2002،و26عملية، فى عام 2003،و14عملية فى 2004،استشهد فيها ثمانى استشهاديات ،فضلا عن اعتقال 45 استشهادية ،خططن لتنفيذ عمليات استشهادية .وتم تسجيل 13370حادث إطلاق نار ،و460 صاروخ قسام ،أطلق من قطاع غزة ، باتجاه المستوطنات الصهيونية(44).

• أعلن رئيس جهاز الأمن العام للكيان الصهيونى (الشباك)،آمن ديختر "إن هناك تزايد فى تورط النساء والقاصرين الفلسطينيين فى الأعمال المعادية لإسرائيل ".وزعم  ديختر أنه فى عام 2004،أصبحت النسبة 8ر7%من المتورطين فى هذه الأعمال من الأطفال والنساء،مقابل حوالى 7ر2%،فقط ،عام 2001،أى أن نسبتهم تضاعفت ،ثلاث مرات .وكشف ديختر بأن عدد المتضررين من الهجمات الفلسطينية (قتلى وجرحى)،فى السنوات الأربع الأخيرة منذ عام 2000،فاق عددهم ،قتلى وجرحى إسرائيل منذ قيامها ،وحتى عام 2000.(45).

 كما أصيب جنود وضباط عديدون بأمراض نفسية، من جراء أحداث الانتفاضة ،مع فقدان الشعور بالأمن ،الذى أدى ،أيضا ،إلى تنامى الهجرة اليهودية العكسية من الكيان الصهيونى إلى خارجة ،حتى وصلت إلى نصف مليون صهيونى(46).

وبعد ، فهل يمكن للفلسطينيين إقناع الشارع الاسرائيلى بأن سياسة الاغتيالات لا تأتى بالأمن للإسرائيليين ؟! وهل ستبقى هذه العمليات مرهونة بمدى رد الفعل الفلسطينى عليها ؟وهل ستنجح سياسة الاغتيالات ؟
 

• قال أحد الجنود الاسرائيليين، رافضي الخدمة فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، احتجاجا على السياسة الشارونية الهستيرية، واصفاإياها بأنها أيام مظلمة، بل هى الأكثر ظلمة، منذ حرب لبنان (1982)، التى لم يتعلموا منها شيئاً، فالدم لا يجلب الإ مزيداً من الدم والقتل، وان المجازر، والدبابات، والقناصة، لن يكسروا روح اللاجئين البؤساء0 إنها أيام يغمرها الكذب والرياء، وفوق هذه الأكاذيب تأتى الخديعة الكبرى المسماة " السور الواقى" ، فهى لم تجلب لا السور، ولا الوقاية0 كذلك علينا ألا نصدق مراسلى القنوات التلفزيونية، فإن المراسلين خائفون من الحقيقة، ويعرفون مدى قباحة ما يرتكب بإسمنا0 إنها لأيام خطيرة، (جيش الدفاع الاسرائيلى) يقوده الجنرال الذى لا يمكن له أن يفرق بين الهجمات الإرهابية وتهديدات الوجود، أو بين المدنيين والإرهابيين0
 لقد تخلت المؤسسة الاسرائيلية عن مسئوليتها الأخلاقية، والشرعية لحماية كرامة الانسان، وإن لم نقم بحمايتها نحن، فلن يقوم أحد آخر بذلك(47).

 يقول الجنرال المتقاعد ،وكبير المحاضرين فى كلية الأركان ،شيمون نانية،إن عمليات الاغتيال الأخيرة لقادة حماس"ستؤدى إلى مزيد من الفوضى ،لأنها تفتقر إلى رؤية سياسية ،تحدد نتائج إيجابية ،كمبرر لتنفيذها ". يضيف إن كل مايقوم به الجيش الإسرائيلى اليوم هو "هدر الوقت ،بدلا من ربحه؛لأن الحكومة لاتملك برنامجا سياسيا فى المفاوضات مع الفلسطينيين ،لترجمة هذه العمليات إلى مكاسب سياسية واضحة" (48).

 فيما نصح الكاتب الصهيونى ،يترباعام ،الحكومة الصهيونية بالتوقف عن قتل الفلسطينيين ،إلى "أنه لايمكن ،مهما قتلنا ،وحبسنا ،وعذبنا،من الفلسطينيين ،سيكون هناك ،دوما ،ثائرون آخرون ،استشهاديون ،سيعذبوننا،ويقتلوننا،أيضا". فى الوقت نفسه ،شرح الصحفى الصهيونى ،عمير رايبيورت حالة بعض قادة جيش الاحتلال ،فقال "إنه عندما يتم التقييم داخل المؤسسة العسكرية ،فإن هناك حالة من اليأس ،تعلو بعض قادة الجيش ،بسبب القدرة لدى حركات المقاومة على تنظيم صفوفها "،بعد تعرضها لضربات جيش الاحتلال ، ونجاحها فى مفاجأة الجيش بعمليات عسكرية نوعية ،كان الجيش يفترض أنه لم يعد بوسعها تنفيذها بهذه السرعة (49).

فى تشبيه غريب ،عبر عن عجز سلطة الاحتلال الصهيونى رئيس وزرائها الأسبق، إيهود باراك ،حيث قال :"أن تضرب الفلسطينيين ،فهذا مثل أن تضرب الوسادة بلكمة ،مثلما تعود الوسادة لانتفاخها العادى ،بعد عدة ثوان من ضربها ،بكامل القوة ،هكذا الفلسطينيون ،أيضا،بعد أن تضربهم مرة واحدة ،وربما مرة أخرى ،وحتى مرة ثالثة .وبعد فترة قصيرة من الصدمة ،تعود الحجارة الفلسطينية إلى الشوارع والطرقات ،وهكذا دواليك"(50).


 كأن غاندى كان يقصدالإسرائيليون بالذات، الذين سكنتهم الهزيمة بين ظهرانينا، حين أكد بأنه لا يلتفت الى ما يسمى " ميزان القوى"0 كما وصف هذا الزعيم الهندى البارز بالغباء كل من يستخدم أقصى ما لديه من قوة فى مواجهة عدوه، بنفس القدر الذى اتهم به غاندى كل من يستسلم لضعفه من الشعوب الصغيرة0

 
الهوامش

(1)  نواف الزرو، إسرائيل دولة الاغتيالات، رؤية (غزة)، العدد 15، كانون الثانى / يناير 2002 0
(2)  معاريف، 1/5/2001 0
(3)  معاريف، 2/8/2001 0
(4)  موقع القسام0   
www.qassam.org.
(5)  معاريف ، 1/5/2001
(6)  المرجع نفسه0
(7)  الزرو، مرجع سبق ذكره0
(8)  القدس العربى ( لندن)، 20/8/2002 0
(9)  موقع القسام، مرجع سبق ذكره0
(10)  المرجع نفسه0
(11)  المرجع نفسه0
(12)  المرجع نفسه0
(13)  المرجع نفسه0
(14)  المرجع نفسه0
(15)  سلوى علينات، بارون كاتس، حنان شلامين، عمليات الاغتيال تجعل إسرائيل أشبه بالدول الإرهابية الظلامية المعروفة فى العالم، هآرتس، 28/12/2000، نشرت ترجمته العربية: القدس العربى، (لندن)، 29/12/2000 0
(16)  المركز الإعلامى الفلسطينى0  
www.palestine-info.info.
(17)  اتفاقيات جنيف، المؤرخة فى 12 أغسطس / آب 1949، جنيف، 1987 0
(18)  المجلد الأول لحقوق الانسان، إعداد محمود شريف بسيونى، وآخرون، دار العلم للملايين، ببيروت، 1988، ص 18-19 0
(19)  مؤسسة " الحق" تؤكد لا قانونية سياسية للاغتيالات الإسرائيلية، الحياة، (لندن)، 20/8/2001 0
(20)  موقع الهيئة العامة للإستعلامات الفلسطينية0  
www.sis.gov.ps.
(21)  موقع مركز المعلومات الوطنى الفلسطينى0 
www.pmic.gov.ps.
(22)  موقع البراق0   
www.ELboROK.com
(23)  الشرق الأوسط(لندن)،13/11/2004.
(24)  حروب الظلال الإسرائيلية وسياسة الاغتيالات ،ترجمة أريح صدقة ،مراجعة وتحرير ابتسام قعقور ،عمان ،دار الجليل ،2007،ص280.
(25)  المصدر نفسه،الصفحة نفسها,
(26)  المصدر نفسه،ص280-281.
(27)  الأهرام(القاهرة)،29/9/2004.
(28)  موقع كتائب الشهيد عزالدين القسام.
(29)  موقع المركز الصحافى الدولى
www.ipc.gov.ps.
(30)  موقع كتائب الشهيد عز الدين القسام ،مرجع سبق ذكره.
(31)  موقع المركز الفلسطينى الأعلامى،مرجع سبق ذكره.
(32)  المرجع نفسه،مقالات وتقارير.
(33)  المرجع نفسه ،مقالات وتقارير.
(34)  المرجع نفسه.
(35)  المرجع نفسه.
(36)  موقع المركز الصحافى الدولى ،مرجع سبق ذكره.
(37)  المرجع نفسه.
(38)  موقع المركز الإعلامى الفلسطينى ،مرجع سبق ذكره،ملفات خاصة .
(39)  موقع المركز الصحافى الفلسطينى،مرجع سبق ذكره.
(40)  موقع المركز الفلسطينى الإعلامى ،مرجع سبق ذكره.
(41)  المرجع نفسه.
(42)  الأهرام(القاهرة)،8/9/2004.
(43)  محمود الريماوى،العقيدة العسكرية الإسرائيلية ،من القتال إلى القتل ،الحياة (لندن)،1/10/2003.
(44)  المركز الفلسطينى الإعلامى ،مرجع سبق ذكره.
(45)  موقع صابرون ،مرجع سبق ذكره.
(46)  موقع عرب 48،
(47)  الأهرام (القاهرة)،10/8/2004.
(48)  د.رفعت سيد أحمد،مع بداية العام الخامس ماذا تبقى من الانتفاضة وإلى أين تتجه خطاها؟كتاب المقاومة(القاهرة)العام التاسع،2004،ص 26 -31.
(49)  المركز الفلسطينى الإعلامى ،مرجع سبق ذكره.
(50)  رياض قهوجى،الاغتيال فى صلب العقيدة العسكرية الإسرائيلية ولائحة شارون تشتمل قادة عربا، الحياة(لندن)،25/4/2004.
بقلم:آمال الخزامى