قصيدة

يَـا غَـزَّتِـي إِنـي عَلَى اسْـتِـحْـيَـاءِ
فَـلِـمَـنْ أَخُـطُ مَـذَمَـتِـي وَهِـجَـائِـي

مَـاذَا أَقُـولُ لِمَنْ أَمَاتَ ضَمِيرَهُ
وَثَـوَى بِـمَـاخُـورٍ وَبَـيْـتِ بَــغَـاءِ

أَبْـكِـي عَلَى الْأَعْرَابِ أَمْ رُؤَسَـائِهِـمْ
مَنْ طَـأْطَـأُوا الْـهَـامَاتِ للْأَعْدَاءِ

يَـا سُـلْـطَـةَ الْـعُـمَـلَاءِ حَانَ جَزَاؤُكُمْ
فَـاسْـتَـبْـشِـرُوا مِـنَّـا بِـشَـرِ جَـزَاءِ

يَـا نَـسْلَ (دِيْتُوْنَ) يَـا حُـثَـالةَ شَعْبِنَا
بِـعْـتُـمْ ضَـمَـائِـرَكُـمْ إِلَـى الـدُّخَـلَاءِ

بِـعْـتُـمْ بَـنَـادِقَـكُـمْ إِلَى مُـحْـتَـلِّـكُمْ
وَغَـدَوتُـمُ لِلْـخَـصْـمِ كالْأُجَــرَاءِ

عَـتَـبِـي عَلَى مَنْ قَدْ تَوَلَّى أَمْرَكُمْ
عَـبَـاسُ يَا ذَا الـسِّحْنَةِ الشَّوْهَاءِ

قُبِّـحْـتَ مِـنْ نَـغْـلٍ صَفِـيـقٍ نَـعْـتُـهُ
رَأْسُ الـنِّفَاقِ وَرَأْسُ كُلِّ بَلَاءِ

يَا نَـغْـلَ (عِبْسٍ) مَن رَمَـاكَ عَـلَـيـنَـا
مُـتَـحَـكِـمًـا فِي لُـقْـمَـةِ الْـفُـقَـرَاءِ

وَجَـمَـعْتَ حُـولَكَ مِنْ زَنَادِيقِ الْخَنَـا
رَهْــطًـا مِـنَ الْأَنْـذَالِ وَالْـعُـمَـلَاءِ

يَـا قَـائِـدَ الْـجُـبَـنَـاءِ كَـيْفَ جَمَعتَهُمْ
تَـبًّـا لَـكُـمْ مِنْ عُـصْـبَـةٍ حَمْقَاءِ

أَوَمَـا تَـرَى مَـاذَا يَـحُـلُّ بِـغَـزَّةٍ؟!
مِـنْ هَــولِ تَـدْمِـيـرٍ وَسَـفْـكِ دِمَـاءِ

أَطـفَـالُـهَـا تَـحْـتَ الرُّكَـامِ أَنِـيـنُـهُـمْ
وَنِسَاؤُهَا يَندُبنَ كَالْخَنْسَاءِ

أَوَلَـمْ تَـرَ الثَّـكْـلَـى تَـضُمُ وَلِيدَهَا
فِي حُضْنِهَا مُـتَـهَـتِّـكَ الْأَحْـشَـاءِ

يَـا فَـاقِـدَ الْأَخْــلَاقِ أَنْتَ مَعَرَةٌ
مَـوسُـومَـةٌ بِالْـحِـقدِ وَالْـبَـغـضَاءِ

لِـلْـضِـيـفِ وَجْـهُكَ عَابِسٌ مُتَجَهِّمٌ
وَيَـبُـشُّ عِنْدَ مَضَرْةٍ بِرِضَاءِ

مُنْذُ انْتُدِبْتَ إلَى الزَّعَامَةِ بُدِّلَتْ
بُشْـرَى طُلُـوعِ الْفَجْـرِ بالظَّلْمَـاءِ

أَنَا غَزَّةُ الْعُظمَى ولَيْسَ يُضِيـرُنِي
مَـا أَلْتَقِيهِ مِنْ عَظِيمِ بَــلَاءِ

مَا كُـنـتُ آمَلُ مِنْ مُغِيثٍ نُصْرَةً
فَالصَّـبـرُ زَادِي وَالْيَـقِـيـنُ سِقَائِي

تَـبًّـا عَـبِـيـدُ الْـغَـربِ فِي أَفْعَالِكُمْ
وَالْـمَـجـدُ كُـلُّ الْمَجْـدِ لِلشُّهَـدَاءِ

مَـا لِـي عَـلَـى صُـهـيُـونَ أَيُّ مَـلَامَـةٍ
إنْ كَـانَ جُـلُّ الْـعُـربِ مِـنْ أَعْـدَائِـي

قَدَمْـتُ أَبْـنَـائِـي قَـرَابِـيـنَ الْـفِـدَا
سَـعْـيًا إِلَى الْحُرِّيَةِ الْحَمْرَاءِ

مَـهْـمَـا تَـمَادَى الْعُربِ فِي خُذلَانِهِمْ
لَا لَـنْ أَخُـونَ عُـرُوبَـتِي وإِبَـائِـي

يَا قَوْمُ هَا هُمْ مَن يَقُـودُ زِمَامَكُـمْ
يَـتَـلَـوَّنُـونَ تَـلُونَ الْـحِـربَـاءِ

يَا ضِفْةَ الشُّهدَاءِ كَيفَ يَقُودُكُمْ
لِلنَّصْـرِ والتَّحْرِيـرِ شِسْـعُ حِـذَاءِ

لَا لَـنْ يَـعُـودَ إلَى الْـعُـرُوبَةِ مَـجْدُهَا
مَـا لَـمْ تَـقُـدْهَا ثُـلَّـةُ الـشُّـرَفَـاءِ
——————
#شعر_هيثم_محمد_النسور