🇵🇸ياطفل غزة🇵🇸

ياطفلَ غَزَّةَ ياعظيمَ زمانِنَا
ايقظْ قُلوباً نومُها أعيَانَا.

بَكَتِ الصُّخُورُ لما تراهُ بِحُرقَةٍ
وكَذَا البِحَارُ تَفَجَّرَت بُركاَنا !

ودَمُ السماءِ تَقَاطَرَت آهاتُهُ
ألَماً يُنادي هاتِفاً غَضبَانا..

مِمَّا يُشَاهِدُ من لَهِيبِ مَساكنٍ
ودمٍ يُخَضِّبُ هَاهُنا الجُدرَانا

ويَرَى الرَّضيعَ بأُمِّهِ مُتَعَلِّقاً
يَبكِي ويَصرُخُ خَائِفاً حَيرَانَا..

أُمَّاهُ عُودِي لِلحَيَاةِ بِسُرعَةٍ
قد صَارَ جِسمِي جَائعاً بَردَانَا

ووحُوشُ عَالَمِنَا تَلُوحُ بِخُبثِهَا
إنِّي أرَاها كَشَّرت أسنَانَا !

أُمَّاهُ مَن ذَا في الحَيَاةِ يَضُمُّنِي
ومَتَى سَألقَى رَأفَةً وحَنَانَا ؟!

أُمَّاهُ جُودِي بابتِسَامَكِ عَلَّنِي
أنسَى مَخَاوِفَ هَدَّتِ الأركَانَا..

أمَّاهُ مَوتٌ قد أحَاطَ بِسَاحَتِي
وأرى الألوفَ تَنَاثَرَت لُحمَانا !

وهُنَا أُلُوفٌ مَن يُضَّمِّدُ جُرحَها
حَارَ الطَّبيبُ وأخطَأََ العِنوانَا !

الكُلُّ يُجهِشُ بالبُكَاءِ تَحَوَّلَت
أرضِي رَمَاداً كُلُّهَا ودُخَانَا !

أُمَّاهُ مابَالُ الكِلَابِ تَعُضُّنِي
فَلَقَد فَقَدتُّ سَعَادَةً وأمَانا !

نَادَاهُ قَلبُ الأُمِّ فِي أكفَانِهَا
ولدِي حَبِيي خَاطِبِ الإنسانَا

خاطِب جُيوشَ العُرْبِ فِي أقطَارِهَا
فَلَعَلَّهَا أنْ تُخمِدَ النِّيرَانا.

قال الولِيدُ وصوتُهُ مُتَحشرِِجٌ:
آهٍ فَمَن ذَا يُنشِدُ العُربَانا ؟!

فمتى عَهِدتِّ العُربَ فاقُوا مَرَّةً
ومتى رأيتِ مُلُوكَهَم شُجعَانَا ؟!

حُكَّامُنا باعُوا القَضِيَّةَ وامتطَوا
ظَهرَ المَذلَّةِ حَالَفُوا الرُّومَانَا !

أُسْدٌ لِقَمعِ شُعوبِهِم بِشَراسَةٍ
ومعَ العَدُوِّ نَرَاهُمُ قُطعَانَا !

ماعَادَ مُعتِصِمٌ يَغَارُ لِعِرضِهِ
أو خالدٌ لِيُحَرّرَ الأوطَانَا.

أمَّا الضَّمِيرُ العَالَمِيُّ مُغَيَّبٌ
وإذا أتَى سَيُقَدِّمُ الأكفَانا !

ماهَمُّه شعبٌ يُبَادُ بِلَيلَةٍ
أو أن يَعيشَ مُشَرّداً عَطشَانَا !

مَاهمُّهُ حِمَمٌ تُصَبُّ بِسَاحِهِ
أو تَحرقَ العمرانَ والسُّكَّانَا !

لَكِنَّ قَسَّاماً يُزُمجِرُ قد أتَى
لِيُحيلَ قُوَّةَ خَصمِنَا كُثبَانَا.

فقنَاتُه لا لَن تَلِينَ لِطُغمَةٍ
سَيَظَلُّ حَقّاً دائماً طوفَانا..

مهما تكالبتِ الكلابُ بأرضنا
صَبُّوا قَنَابِلَ فَوقَنَا أطنَانَا

مَعَهُ الفصائلُ من رِجَالِ مَسَاجِدٍ
نَبَتُوا بأرضِي قَادَةً شُبّانا..

رَضَعُوا الشَّجَاعَةَ في مَحَاضِنَ قَادَةٍ
غَرَسُوا المَبَادِئَ أيقَظُوا الإيمَانا.

من بَينِ أنقَاضٍ سَأُشعِلُ ثَورتِي
وأعُودُ سَيفاً يَحصُدُ الطُّغيَانا..

ويُكَبِّرُ الأحرَارُ فَوقَ مَنَارتِي
ويُرَتِّلُونَ بِنصرِهِم قُرآنا..

ويُحَلِّقُ الشُّهَدَاءُ في جَنَّاتِهِم
طُوبَى لَهُم قد أحرَزُوا الغُفْرَانا.

إنِّي أَرَى النَّصرَ المُؤَزَّرَ قَادِماً
وأَرَى الكَتائِبَ وَعدُهَا قَد حَانَا.

يَارَبُّ ثَبِّتنَا وَدَاوِ جِرَاحَنَا
واخذُلْ عَمِيلاً خَائِناً شَيطَانَا.

🌹جمعتكم نصر وأمل
وثبات على الحق وعمل❤️

✍️عبدالباسط أحمد الفتيح