23 نوفمبر, 2024 نور وظلام
نور وظلام
لئن أظلمت أرض المشارق إنها
لفي الغرب شمس الله تنشر نورا
فلا يستوي من باع بالبخس دينه
ومزق سترا واستباح سفورا
بمن ذاق من نبع اليقين حلاوة
وسار على هدي الرسول قريرا
ولا يستوي من بث في اللات روحها
وأنبت للعزى هناك بذورا
بمن صاغ للطهر النقي عباءة
فألقى على وجه الظلام بدورا
وأرض رسول الله تفتح حضنها
لأنجس من طاف البلاد عبورا
وأقذر من يخطو على الأرض طيفهم
وأسفل من في العالمين حضورا
ألا فاطبخوا سما زعافا لتنشروا
قذارة عصر تستفيض بحورا
سقى الله في صحرا الجزيرة من مضوا
لنشر هداهم كاشفين صدورا
وخطوا على الآماد تبر حروفهم
كتابا بحفظ الله ظل دهورا
فنعم كتاب بالهدى متنزل
يفوح على مر الزمان عطورا
به ارتفعت قامات قوم فأُلبسوا
حريرا وأعلوا في البناء قصورا
وذاقوا نعيم الله حتى رأيتهم
نسوا الله والشيطان كان سفيرا
لِهَيْبة بيت الله لما تنكروا
وزانوا به للمنكرات نحورا
توكأ قلبي فوق ضلعي ونبضه
دم يتلظى كالحميم غزيرا
كأني به الناقوس يعلو ضجيجه
يسوق لسمع الصامتين نذيرا
فيصرخ في واد سحيق وإنما
يعود الصدى كالنائبات خطيرا
ألا فاعلموا أن الدناءة إن طغت
على القوم باعوا أنفسا وضميرا
لئن ضيعوا الأخلاق والدين ما ارتقوا
بميزان رب العالمين نقيرا
لقد سطر التاريخ في الأرض خزيهم
فهم حبر عار يستبيح سطورا
وهم وشم شؤم في جبين زمانهم
وقد أسلفوا في الموبقات عصورا
كأني بهم والجاهلية قد سرت
بهم ترتوي ماء الوجوه نميرا
يذودون عن كهف الأباليس ذودهم
ويَلقَون يوما عابسا وسعيرا
ويمكر ذاك الحشد مكرا ليفرحوا
ولكن مكر الله كان كبيرا
فهل رضي الشيطان عنكم مفرخا
بأعشاشكم شبها له ونظيرا
إذا المرء ألقى عنه ثوب حيائه
فليس بأخلاق الرجال جديرا
ريما البرغوثي
٢٣/١١/٢٠٢٤ السبت