أتبكي وكم بالدمع تَخفى مواجع
و كم من عيونٍ حلمها اليوم خادع

أيدري الزمان المرّ عن كلّ غصة
وعن كلّ طفل شرّدته شوارع

أتدري حروبُ الريح عن كلّ شمعةٍ
تتوق لنورٍ أطفأته زوابع

أيدري جنون التيه عن قلب طفلة
غفا في شعور خوفه اليوم زائعُ

أتهذي وكم للبوح يشتاقُ عابرٌ
يحيك كلاما أنكرته مسامع

محا من كتاب الغدر ألف نهايةٍ
ومازال يشكو من سهامٍ تقارع

ألا أيّها المكلوم في مدن الرّدى
أما من خيولٍ عن شروقٍ تدافع

تطول المسافات التي صُدِعتْ هنا
و تبقى على أرض الثبات تُصارعُ

تغيب اتجاهات النجاة و وجهها
جحودٌ يعادي من لها يتدافع

رحيلٌ و طرقُ الباب مازال حاضرا
أما من كفوفٍ للقاءِ تُسارع

فقد تعِبَ المأسور في قيد غادرٍ
و في سكرات الحزن يحتار يافع

نحيبٌ على أعتاب غزّةَ قابعٌ
يقضّ عيون النّوم فالجرحُ لاذع

وتبقى قوافي الشعر محض حكاية
لها في الخفايا ألف همسٍ يُنازع..

#رانيا_إمام