مَنْ لِي سُوَاكَ إلَهَ العَرْشِ أسْألُهُ
آوِي إلَيْهِ فَقَدْ ضَاقَتْ بِنَا البِيْدُ
*****
مَنْ يُدْرِكِ الحُرَّ مِنْ أهّوَالِ قَاذِفَةٍ
أدْمَى بِهَا سَاحَتِي بِالمَوتِ رِعْدِيْدُ
*****
في كُلِّ آنٍ صَوَارِيْخٌ تُقَتِّلُنَا
في كُلِّ فَجْرٍ لَنا نَزْحٌ وَتَشْرِيْدُ
*****
رُعْبُ الصِّغَارِ بِأحْضَانِ يُمَزِّقُنِي
أنَّاتُ صَدْرِي وَطِفْلُ النُّورِ مَوْؤُودُ
*****
إيْمَاءَةُ المَوتِ في عَيْنَيْهِ تَذْبَحُنِي
وَصَرْخَةُ الآهِ في البَاقِيْنَ تَنْكِيْدُ
*****
بِالجُوعِ رَاحُوا وَرَاحَتْ خَلْفَهُمْ كَبِدِي
في بَحْرِ هَمٍّ عَلَيْهِ المَدُّ مَشْهُودُ
*****
رَوَائِحُ المَوتِ أنَّى سِرْتُ تَجْلِدُنِي
حَيَاءُ قَومِي بِطُولِ الأرضِ مَمْدُودُ
*****
فمَنْ لِثَكْلَى بِهَا عَدُّ الحَصَى ألَمٌ
وَمَنْ لِثَكْلَى اخْتَفَى مِنْ دَهْرِهَا عِيْدُ
*****
وَمَنْ سُوَاكَ بِهَذَا الكَرْبِ يُدْرِكُهَا
وَمَنْ سُوَاكَ لِهَذَا الضَّعْفِ مَوجُودُ
*****
وَمَنْ سُوَاكَ وَقَدْ ضَاقَتْ بِهَا سُبُلٌ
وَأفْرَغَ العَوْنَ مَنْ كَفَّيْهِ صِنْدِيْدُ
*****
إنِّي أبُثُّكَ يَا اللهُ مَظْلَمَتِي
إذْ أنْكَرَ الغَوثَ مِنْ أعّرَابِنَا الصِّيْدُ
*****
لَا يَبْرَءَ المَرْءُ مِنْ وَحْلٍ يَغُوصُ بِهِ
وَسَهْمُ غَدْرِي على كَفَّيْهِ مَرْصُودُ
*****
وَهِمَّةُ المَرْءِ مِنْ ثَلْجٍ وَمِنْ حَمَأٍ
وَالبِئْرِ يَنْضَحُ مَا بِالقَاعِ مَوْجُودُ
*****
وَلَسْتَ تَرْجُوَ مُلُوكَ العُرْبِ حِمْيَتَهُمْ
وَشَرْعُ أجْوَادِهِمْ رقْصٌ وَتَجْوِيْدُ
*****
وَلَيسَ يَدْفَعُ عَنْكَ الضَّيْمَ سَيَّدُهُمْ
أنْ كَانَ ذَا نِعْمَةٍ وَالأصْلُ مَفْقُودُ
*****
فَمَا اشْرَأبَّتّ بِأرْضِ العُرْبِ نَازِلَةٌ
إلَّا وَكَانَتْ لَهُمْ في نَفْثِهَا الجُودُ
*****
فَلَا تُؤمِّلْ بِدَفْعِ أُولَاءِ مَوْجِدَةً
وَاصْبِرْ لِدَائِكَ إنَّ الصَّبْرِ مَحْمُودُ
*****
فَنَحْنُ في قَتْلِنَا خَيْرٌ وَعافِيَةٌ
وَكُلُّ ذِي نِعْمَةٍ بِالأرْضِ مَحْسُودُ
*****
لَكِنَّهَا صَرْخَةٌ لِلَّهِ خَالِصَةٌ
إذْ كُلُّ سَمْعٍ على غَوْثَاهُ مَسْدُودُ
*****
يَا صَاحِبَ العَدْلِ يَا رُكْنِي وَيَا سَنَدِي
مَا ضَاقَ صَدْرِي وَنَصْرِي فِيْكَ مَعْقُودُ
شعر / مجدي الأزاز