مَاتَ ٱلضَّمِيرُ

يَقُولُ ٱلنَّاسُ قَدْ مَاتَ ٱلشَّهِيدُ
فَقُلْتُ: ضَمِيرُ عَالَمِنَا ٱلْفَقِيدُ

نَعَمْ مَاتَ ٱلضَّمِيرُ وَصَارَ رِمًّا
وَبَأْسُ ٱلشَّرِّ سَطْوَتُهُ تَزيدُ

أَرَى رِفْقًا هُنَا وَهُنَا بِجَرْوٍ
وَحُزْنًا إِِنْ بَدَا قِطٌّ شَرِيدُ

وَلَكِنْ لَا أَرَى جَزَعًا لِحَرْبٍ
بِقَسْوَتِهَا فِلِسطِينًا تُبِيدُ

وَلَا جَزَعًا لِأَشْلَاءٍ تَرَامَتْ
وَطِفْلٍ رَاعَهُ ٱلْقَصْفْ ٱلشَّدِيدُ

وَلَا جَزَعًا لِمَنْكُوبٍ طَرِيدٍ
كَمَا قَنَصٍ مُسَيِّرَةٌ تَصِيدُ

وَلَا حُزْنًا وَلَوْ حَتَّى نِفَاقًا
عَلَى ٱلْأَيْتَامِ أَصْغَرُهُمْ وَلِيدُ

وَذَاكَ ٱلْجُوعُ لَمْ يَقْرِصْ بُطُونًا
لِثُخْمَتِهَا تُلَاقِي مَا تُرِيدُ

وَقَتْلُ ٱلنَّاسِ مَا أَضْحَى غَرِيبًا
وَهَذَا ٱلْقَتْلُ مَا أَحَدًا يُمِيدُ

لَكِ ٱلرَّحْمَنُ يَا أُمًّا تُنَادِى
فَمَا حَصَلَتْ عَلَى رَدٍّ يُفِيدُ

نَعَمْ مَاتَتْ مُرُوؤَةُ مَنْ يُسَمَّى
بِهَذَا ٱلْعَالَمِ ٱلْإِنْسُ ٱلرَّشِيدُ

سَيَحْكِي ٱللَّاحِقُونَ غَدًا بِأَنَّا
خَذَلْنَا ٱلْقُدْسَ وَٱلْأَقْصَى شَهِيدُ
محمد الإمامي