كتبتُ و ما كلُّ الأحاسيسِ تُكتَبُ
وَ كلٌّ لهُ في القَوْلِ نَهجٌ و مذهبُ

على أن قلباً… عايشَ الهمَّ والأسى
لهيباً تلظّى … منذُ قرنٍ… يُعَذّبُ

لهُ كلّ يومٍ… في الحوادثِ مِحنةٌ
ينوءُ بها شعبٌ كليمٌ… و يَندُبُ

و ليسَ سِواهُ… كلَّما جَفّ جُرحُهُ…
يُجدّدُهُ … سَهمٌ إليهِ… يُصَوَّبُ

كأنَّ جِراحَ الرُّوحِ باتت قرينةً
تَبدَّى … لها في الفتكِ… نابٌ و مِخلبُ

و ما كانَ هذا الجَورُ… إلا لأنهُ…
أصيلٌ… له كفٌ كريمٌ… مُجَرّبُ

تعَهدَهُ بالغَدرِ … أرذالُ جِنسِهِ…
فساروا على نهجِ الضّلالِ… وَ أطنبوا

لك اللهُ… يا شعبَ البطولةِ و الفِدا…
تَمَسَّكْ بِمَن … يُنجيكَ… فاللهُ غالِبُ

تمسَّكْ بعهدِ اللهِ… تَحظَ بنَصرِهِ
وَ دَعْ عنكَ من هامَوا بِشَرقٍ و غرَّبُوا

و لا تلتَفِت… عما عرفتَ من الهُدى …
فإنَّ عَمِيَّ… القلبِ للمَوتِ أقربُ

لقد كانَ نَهجُ الصَّاعدينَ مَشقَّةً…
و لكنَّهُ بالحُرِّ… أحرى… و أَوْجَبُ

سيدركُ من هانوا و خانوا و فرَّطوا…
بأنّ الذي أغوى… كذوبٌ… مُكَذَّبُ

فما عاهدَ الفُجَّارُ… إلا ليَنقَضوا…
و ما أقسموا باللهِ… إلا ليكذبوا

فأيديهمُ غُلَّت عن البذلِ و العطا…
وَ إن بسطوا كفّاً… فذاكَ ليَسلبوا

دعَوتُ بني قومي.. لوقفَةِ رِفعَةٍ…
فَأغضَوا على الإذعانِ … حتى تَحدَّبوا

و ما يستوي في الناس عبدٌ وسيدٌ
و إنَّ زمامَ المَجدِ… بالروحِ يُطلبُ

يونس الفسفوس – فلسطين.