قصف

نادى المؤذن بالنداء الأعظم
يا ثلة الإيمان هيا أقدمي

الله أكبر من جميع دروبكم
الله أكبر ذا سبيل المغنم

فتأخَرَت قدماي في حاجاتنا
قبل المسير على خطى المتقدم

فشعرت زلزلة تميد بحينا
و سمعت صوتا من مرار العلقم

قَصْفٌ بمسجدنا بوقت صلاتنا
بغي جديد من عدو مجرم

فذكرت ابني قد توجه مسرعا
نحو الصلاة يريد قرب المنعم

فحملت أنات الضلوع مهرولا
مثل الذبيح لمسجدي المتحطم

بين الركام أسائل الركن الذي
عرف الفتى في الساجدين القُوَّم

و أنقب الأحجار عن نبضاته
أرجو اللقاء بوجهه المتبسم

فصعقت إذ أبْصَرْتُ خِلا آتيا
نحوي بكِيسٍ قد تلطخ بالدم

و يقول صبرا يا أُخَيَّ ألا احتسب
فشهيدنا عند المليك الأكرم

هذا الذي جَمَّعْتُه من جسمه
و الروح فاضت في الطريق الأقوم

فاحمد إلهك أن رزقت بشافعِ
عند الإله مقرب و مكَرَّم

فخررت شكرا للإله مُسَلِّما
و القلب أسبق بالتضرع من فمي

رباه طفلي في جوارك سيدي
فارحم صغيرا للطهارة ينتمي

و اقبله في الشهداء عندك ربنا
و اجعله يحيا خالدا بِتَنَعُّم

و اجعله شافعنا ليصبح وجهنا
يوم اللقاء على لظى بِمُحَرَّم

و اقصم بِحَوْلك يا عظيم من اعتدوا
فإليك نأوي يا عزيز و نحتمي

علي كمال النبراوي