كنتمْ على الطِّفلِ نيرانًا مؤجَّجةً
ولم تقيموا له وزنًا ولا شانا
أترعتموهُ ببؤسٍ لا مثيلَ لهُ
فعبَّ منه على الأيَّامِ سكرانا
شرَّدتموهُ وأفنيْتمْ به أملًا
قد كان يرسمُه وردًا وريْحانا
وطال إجرامُكمْ أمًّا لهُ وأبًا
فكيف يحيا ومنكمْ نال خسرانا
فلا أمانَ له في عالَمٍ وقحٍ
خان الطُّفولةَ أحلامًا وإنسانا
كمْ شاب طفلٌ رضيعٌ من فعائِلِكمْ
وجفَّ من بعد ما قد كان ريَّانا
إنَّ الطُّفولة تشكو سوء فِعلِكُمُ
ما كنتمُ لرُؤى الأطفالِ إخوانا
هي المعاناةُ تحياها براءتُهُ
أثخنتموها جراحاتٍ وأحزانا
فليس للطِّفلِ من يومٍ يُسَرُّ به
وفيه يلقى من التَّعذيبِ ألوانا
وليس للطِّفلِ من حقٍّ بعالَمِكُم
يا مَن عدَوتم أباليسًا وشيْطانا
يا أيُّها العالَمُ المجنونُ كُفَّ يدًا
عن الطُّفولةِ عانتْ منكَ أزمانا
يا مالئًا من دمِ الأطفالِ أكؤسَهُ
والطِّفل منكَ يموتُ اليومَ ظمآنا
يومُ الطُّفولةِ تنهيدٌ ودمعُ أسًى
على الَّذين كساهم فيهِ أكفانا
يومُ الطُّفولةِ نعيٌ للضَّميرِ بنا
فإنْ يَعدْ في الغدِ الآتي سينعانا
محمد عصام علوش