وما كلُّ المدائنِ مثلُ ارضٍ
وُلِدنا فوقها فَغَدتْ وَتينا
وليست أجملَ الأوطانِ لكِنْ
نَراها جَنّةً تخضّرُّ فينا
حَصَدْنا قَمْحَها يوما وكُنَّا
ننامُ على البيادرِ هانِئينا
وَتَحْرُسٌنا النُجومُ ولا نُبالي
وكُنَّا كالحمامِ مُسالمينا
كأطفالٍ نَرى الدُنيا بقلبٍ
سَليمٍ ما تَعلَّمَ أنْ يَخُونا
فَالقَتْنا الخيانةُ للمنافي
وباعتنا الجيوشُ لِغاصِبينا
وَما زَلَّتْ وَما زالتْ خُطانا
الى عَينيْكِ نُقسمُ ما حَيينا
بأنْ نمشي وإنْ سالت دِمانا
الى المسرى وَنَرْجِعُ فاتحينا
أضاءَتْ فوقَ غَزَّةَ شمسُ عزٍّ
فأَبصرنا المُرابِطَ والخَؤونا
وصرنا نَعرِفُ الأوغادَ حتى
لو ارتادوا المساجدَ مُهطِعينا
ونعرفُ ما يٌدبِّرُه يَهوذا
ووعدُ الله يمنَحُنا اليقينا

عمر دوابشة