لنا فلَسطينُ، مَا كانتْ لمغتصبِ
من سالفِ الدهرِ في الأسفارِ والحِقَبِ

سلْ الزمانَ، فلم تُطْمَسْ معالِمُها
حتى وإن زيَّفوا التاريخَ في الكتبِ

جارتْ عليكِ رزايا الدهرِ قاطبةٌ
صبتْ كؤوسَ الردى في قلبِ مُحتَسبِ

حتى المنازلَ من أوتادِها اقتُلِعَتْ
وتحتْ أنقاضِها الأجسادُ في عَطَبِ

فيضٌ مِنَ الحزنِ والآلامِ يَسكننا
والدمعُ جمرٌ على الخدينِ والهُدُبِ

أبكى فراقَ أحباءٍ لنا فقُدُوا
من غير ذنبٍ، فمَنْ يُنْبِي عن السببِ؟!

براعمُ الوردِ من روضاتِها قُطِفَتْ
تحكي المآسي بقايا من دُمَى اللعِبِ

في اللَّوْحِ سُطِّرَ، والأقدارُ مرحمةٌ
من قسوةِ الدهرِ أو من لعنةِ الحَرَبِ

غيْمٌ تكاثفَ بالأنواءِ، أهلكَنا
وأهدرَ الدمعَ أفواجا من السُحُبِ

أثارَ في النفسِ من حزنٍ ومن ألمٍ
وفجَّرَ الدمعَ من يأسِ ومن وَصَبِ

واللهُ ينصرُ بالإيمانِ مَنْ نُذِرُوا
للحقِ، قاموا بلا خوفٍ ولا رَهَبِ

هَبُّوا كريحٍ عَتِيٍ بأْسُها، عَصَفَتْ
وانقَضَّ من بحرِهِ الطوفانُ في غضَبِ

مهما طغى الظُلمُ في الأوطانِ تَقْشَعُهُ
شمسُ الحقيقة تَطوي ظُلْمَةَ الحُجُبِ

بقلم /ناهد مصطفى