كان الطَّريقُ من البدايةِ واضحًا
فيه المدى “نصرٌ أو استشهادُ”
هو دربُ كلِّ مقاومٍ ومجاهدٍ
لا يرتضي ما سنَّه الأوْغادُ
فهما السَّبيلُ لمَن يرومُ كرامةً
وهما لكلِّ مناضلٍ ميلادُ
وبلوغُ شأوِ المجدِ فيه مشقَّةٌ
لكنَّه للطَّامحين سدادُ
مَن يسعَ نحو العزِّ لا يخشى الرَّدى
إنَّ الحياةَ عقيدةٌ وجهادُ
لولا الدِّماءُ لما تنامتْ نخلةٌ
ولما أضاءَ المَشعلُ الوقَّادُ
هي زيْتُ قِنديلِ البطولةِ والفِدا
تروى بها الأوهادُ والأنجادُ
هذا الَّذي خطَّته أسفارُ الألى
بذلوا الدِّماءَ لتُشرِقَ الأمجادُ
والعابرون إلى الخلودِ بعزمِهِمْ
فهمُ الشُّموع إذا خَبا الإيقادُ
لا تذرِفوا دمعَ العيونِ تحسُّرًا
إنْ يسقطِ الشُّهداءُ والآسادُ
هذا هو القدَرُ الَّذي يُحييهمُ
عند الإلهِ لهمْ بهِ ميعادُ
تبقى به هاماتُهُمْ مرفوعةً
طولَ الزَّمانِ ويسقط الجَلَّادُ
إنِّي لألمَح وسْطَ كلِّ مُلِمَّةٍ
وهجًا به تتكسَّرُ الأصفادُ
وهطولَ أمنيةٍ وشدوَ بلابلٍ
بهما يَطيبُ العرسُ والإنشادُ
فلتهْن يا هذا الشَّهيدُ متوَّجًا
بالفخر نضَّده لكَ الأجدادُ
ولسوْف تلقى في الجِنانِ منِ افتقد
تَ اشتاقكَ الأوْلادُ والأحفادُ

محمد عصام علُّوش