أبَتَاهُ قَدْ عَبَثَ المَشيبُ بِرَاسِي

وَ خَبَا أَمَامَ الحادِثَاتِ مِرَاسِي


أَبِتَاهُ إِنِّي قَدْ فَقَدْتُ فَضَائِلاً

مِنْ دُونِها قَلْبُ الخَلائِقِ قَاسِ


كَانَتْ لأَوْصَالِ العُرُوبَةِ حِصْنَهَا

وَ لِصَرْحِهَا حِرْزًا مِنَ الإفْلاَسِ


أَيْنَ الفَضَائِلُ و الشَّمَائِلُ و النُّهَى

أَيْنَ الرُّجُولَةُ كيْ يَرُوحَ إِيَاسِي


أَيْنَ المُؤَمَّلُ و الكَرِيمُ وَ شَاعِرٌ

نَسَجَ القَصِيدَةَ أَشْطُرًا مِنْ مَاسِ ؟؟


إنَِي لَأَعْجَبُ مِنْ شُرُورِ غَرُورَةٍ

كَمْ مَوَّهَتْ عُرْيَ الخَنَا بِلِبَاسِ


الألْسُ*عُرْفٌ وَ المَكَائِدُ شِرْعَةٌ

رَقطاءُ* لَيْسَ بِقَطْفِهَا مِنْ بَاسِ


وَ المَاكِرُونَ مُقَدَّمُونَ وَوَصْلُهُمْ

فِي كُلِّ نَادٍ مَطْلَبٌ لأُنَاسِ


أَنْكَرْتُ فِي الزَّمَنِ المَعِيشِ حَضِيضَهُ

و رَأَيْتُ غَيْري فِي حَضِيضِهِ نَاسِ


هَاجَرْتُ فِي مُدُنِ التَّهافُتِ تُرْبَها

وَ ثَوَتْ إِلَى تُرْبِ الجِنَانِ غِرَاسِي


أَبَتَاهُ ضَاقَ الرَّحْبُ فِي عَينِ النَّدَى

فَاخْتَارَ نَأْيًا عَنْ دُنَا الأَدْنَاسِ


إنِّي ظَنَنْتُ الآسَ أَسْكُنُ ظِلَّهُ

فَإِذَا بِهِ تَحْتَ الظَّلِيلَةِ آسِي*


عَفْوًا أَبِي حَمَّلْتُ قلبَكَ غُصَّةَ

فِي الحَلْقِ تَخْنُقُ كُلَّ ذِي أَنْفَاسِ


لَكِنَّ أَلْطَافَ الرَّؤوفِ تَنَزَّلَّتْ

فَنَجَوْتُ فِيهَا مِنْ لَظَى إِبْلاَسِي*


لاَ يَا أَبِي، مَا زِلْتُ إِبْنَةَ طَارِقٍ

وَ عَلَى الغَمَائِمِ لَمْ يَزَلْ إِحْسَاسِي


سَأَكُونُ مِثْلَهُ فِي العَزِيمَةِ قُدْوَةً

وَ عَزيزَة في كَرّها أَفْرَاسِي


عَلَّقْتُ فِي وَجْهِ الصِّعَابِ صَحِيفَةً

وَ كَتَبتُ فِيهَا أَنْ سَأَغْلِبُ يَاسِي


سَيَظَلُّ أَغْرَابُ الحياةِ مَشَاعِلاً

لَنْ تَنْطَفِي بِمَكَائِدِ الوَسْوَاسِ


و يُقِيمُ في الجَوْزَاءِ هاتِفُ دَعْوَةٍ

هَيُّوا إلَيََّ، فَجِيلُكُمْ حُرّاسِي


فَذُرَى الفَضِيلَةِ لا يُفارِقُ عَرْشَها

إلاَّ شَقِيٌّ في الهَوانِ يُقاسِي

شعر:نادية بو غرارة