أمّــــــاهُ قَدْ خَلَعَ الزَّمــــانُ الأقْنِـــعَهْ
وَهَوَتْ عَلى خَشَبِ السَّفينِ الأشْرِعَهْ

لا شَيْءَ فينــــا قَــدْ يُلامِسُ أمْسَــــنا
دَرْبُ الْوَفــــا قَدْ ضاعَ، لاقى مَصْرَعَهْ

صِرْنــا نَتـوقُ إلى الطُّفولَةِ بَعْدَمــــا
غـــابَــتْ بَراءَتُنـــا كَريـــحٍ مُسْـرِعَــهْ

وَعَـــنِ الْحَقيقَــةِ قَدْ تَتــوهُ عُيونُنــــا
لكنَّهـــا ضِمْنَ الْقُلـوبِ الأشْرِعَـــــهْ

ضَــلَّ الْوِصـــال مَـعَ الْإحِبَّةِ دَرْبَــهُ
وَيَكـــادُ كُــلٌّ أنْ يُضَـــيِّع مَوْضِــعَهْ

تَتَبَـــدََلُ الأدْوارُ فــي رَحْــبِ الفَضــا
فَتَرَى الخَسيسَ مُحَـلقًا رَغْمَ الضِّعَهْ

صَــوْتُ الضَّميـرِ مُغَيَّـبٌ في سَكْـرَةٍ
هَيهــاتَ أنْ نُصغـي لَــهُ أوْ نَـسْمَعَهْ

والظُّــلْمُ كَالإعْصـارِ أطْلَــقَ ريــحَهُ
وَالكُــلُّ يَرْكُــضُ بِاتْجِـــاهِ الزَّوْبَــعَهْ

باتَتْ قُشورُكَ يـــا زَمـــانُ تُعيــقُني
وَالْعَقْلُ هـــاجَرَ لا سَبيلَ لأرْجِـــعَهْ

كَـــمْ خَفْــقَةٍ تَحْتـاجُ يــــا قَلبي أنــــا
حَتّــى تُحَــقّقَ حُــلْمَنـا أوْ تَتْــبَــعًهْ؟!

لَـــنْ يُغْمِضَ الْعَيْنَينِ حُلمي طالَمــا
في الصَّدْرِ قَلْــبٌ لا يُفارِقُ أضْلُعَهْ
————-
ساهرة سعدي