لَهْفِـي عَلَى قَمَـرِ اليَتَـامَـى غَيْهَبَتْ
أحْــــلاَمُـــهُ وَ تَنَــاثَـرَتْ كَحُطَــامِ
*
لمْ يبْـــقَ نَجْـــمٌ يَسْتَبِيـــحُ ظَـلاَمَنَـا
إلاَّ الدُّجَــــى وَ قَــــذَارَة الحُكَّــــامِ
*
يَا غُوطَــةَ الزَّمَنِ القَبِيــحِ تَجَلَّــدِي
فَوْقَ الدِّمَـــاءِ وَ دَمْعَــــةِ الأيْتَـــامِ
*
الجُوعُ وَالمَوْتُ الرَّهِيبُ وَصَرْخَةٌ
كَـادَتْ تُمَـزِّقُ نَبْضَـــةَ الإسْــــلاَمِ
*
قُولِـي إذَا وَقَـفَ الظَّــــلاَمُ بِبَسْمَـةٍ
إنَّ العَــذَابَ شَرِيعَـــــةُ الأحْــــلاَمِ
*
مَهْمَـا احْتَرَقْتُ فَإنَّ قَلْبِـيَ جَمْـــرَةٌ
سَيُذِيبُ كُـلَّ مَعَـــــابِــدِ الأوْهَــــامِ
*
يَا قَـاتِـلَ الأطْفَـــالِ مَهْـــــلاً إنَّنِـي
بِــدَمِ الزُّهُــورِ سَتَرْتَــوِي آلاَمِـــي
*
أصْبَحْتُ مِنْ فَوْقِ الحَضَارَةِ شَمْعَةً
هَرَبَتْ لِتَخْـــرِقَ شُعْلَــةَ الأقْــــزَامِ
*
إنِّي لَأسْمَــعُ صَـوْتَ كُلِّ مُـرَابِــطٍ
كَالرَّوْضِ يَنْقُشُ عِطْــرَهُ بِغَرَامِـي
*
أقْسَمْتُ يَا وَطَنِــــي بِكُـلِّ عَقِيـــدَةٍ
رَغْمَ الجِبَــالِ سَتَخْتَفِــي أصْنَامِـي
*
مَابَالُهُـمْ ذَبَحُــوا الحَضَـارَةَ بَعْدَمَـا
رَسَمُــوا القُبُـــورَ بِآخِـــرِ الألْغَــامِ
*
فَقَدُوا القُلُوبَ فَأصْبَحُوا مِثْلَ الدُّمَى
وَكَــأنَّهُـــمْ مِنْ طِينَـــةِ الإجْـــــرَامِ
*
هَـلْ يُدْرِكُـــونَ بِأنَّهُــمْ قَدْ أدْمَنُـــوا
لَوْنَ الدِّمَــــــا وَ مَنَـــارَةَ الأعْــلاَمِ ؟
*
تَارِيخُهُـــمْ مَـــازَالَ يَشْهَـــدُ إنَّهُــمْ
مِثْلَ اللُّصُوصِ وَ خَلْفَ كُلِّ حَـرَامِ
*
سَتَظَلُّ يَا شَـــــامَ الكَرَامَــةِ وَاقِفًــا
مَهْمَا عَلاَ صَوْتُ الظَّـلاَمِ الدَّامِـي
*
لَمْ تَقْتُلُـــوا الشَّعْبَ الأبِــيَّ وَ إنَّمَـا
طَلَعَ الشَّـــــآمُ بِزِينَـــــةِ الإقْــــدَامِ
*
فَهُنَـــا سَتَنْبُتُ وَرْدَةٌ مَفْجُـــوعَـــةٌ
وَهُنَـا سَتَغْـــرَقُ شَوْكَـــــةٌ بِرُكَـامِ
*
لمْ يَنْتَـــهِ هَـــذَا العَـــذَابُ وَ رُبَّمَـا
سَيَطُــــولُ بَعْدَ تَفَجُّــــرِ الأعْــوَامِ
*
الدَّرْبُ دَرْبُــكَ فَاخْتَبِــرْ أحْـلاَمَنَـا
فَلَقَدْ جَعَلْتُــكَ قَائِــــدِي وَ إمَــامِـي
*
يَا جُـرْحَنَــا مَهْمَــا افْتَدَيْتُكَ إنَّنِــي
كَالطَّيْــرِ يَنْــزِفُ قَلْبَــــهُ بِظَـــلاَمِ

محمد الصالح بن يغلة