يا أيها الصنــــمُ المروِّعُ داري
ارحل سئمتُك أن تكون جواري
ارحل وعارُك في يديك ملطّخًا 
بدماء مشــلولٍ وطفـــلٍ عاري
لا تنتظر أمـًا يطاردها الأسى 
تبكي وحيدًا صار طيفَ جدارِ
لا تنتظر طفلًا يُفتّش في الدجى 
عن أمهِ عن بيتـــــــه المتواري
لا تنتظر شيـــخًا يُغسّل جُرحهُ
بدموعهِ في لجـّــــة الأسحــارِ
لا تنتظر عصفورةً صفراءَ في 
عشٍّ لها تنعــــــاك للأطيارِ
لا تنتظر صنعاءَ في مأساتها 
الموت طوّافٌ بكل ديـــارِ
لا تنتظر صفحًا جميلًا فارتحل 
إن الدماء السود كالأنهــــــارِ
وإذا اعتذرت أمام شعبك فليكن 
للأرض للطرقات للأشجـــــــارِ
ماذا تبقى في المدينة هاهنا ؟؟
لا شيء إلا أنت خلف النــــــارِ
لا شيءَ إلا الصمتُ صمتُ شوارعٍ
ومقـــــــــابرٍ ومنابرٍ و دمـــــــــارِ
لا شيءَ إلا أنت شــــــؤمًا واحدًا 
زرع المدى بالموت والأكــــــــدارِ
كل الصغار الضائعين على مدى 
تاريخِك المأفون وصمـــــةُ عارِ
في جنةِ الأوطان كنتَ خطيئةً
لا الحجُّ يمحوها ولا استغفاري
فارحل بلا أسفٍ عليك ولا أسى 
ومواكبُ اللعنات بالمليــــــــــارِ
عارف النزيلي