يا ثلجُ، قَدْ كُنْتَ ضَيْفًا غالِيًا زَمَنا *** وَكُنْتَ تُذْهِبُ عَنّا الْهَمَّ وَالْحَزَنا

فَكَيْفَ صِرْتَ ثَقيلًا لا يُطاقُ، إِذا *** لِلشّامِ لاحَ يُثيرُ الْغَمَّ وَالشَّجَنا؟!

وَكُنْتَ إِنْ لُحْتَ تَرْقُصْ كُلُّ غانِيَةٍ *** كَأَنَّها قَدْ رَأَتْ مَنْ عُلِّقَتْ زَمَنا

فَكَيْفَ صِرْتَ حَليفَ الْمَوْتِ: تَقْبِضُ مَنْ *** نَجا مِنَ الْقَصْفِ لَمّا رَقَّصَ الْمُدُنا؟!

وَكُنْتَ، يا ثَلْجُ، لِلْأَطْفالِ لُعْبَتَهُمْ *** فَكَيْفَ صِرْتَ لَهُمْ في عَصْرِنا كَفَنا؟!

يا هارِبينَ مِنَ الْمَوْتِ الزُّؤامِ، لَكُمْ *** عَلى الْحُدودِ مَلاكُ الْمَوْتِ قَدْ كَمَنا

لا تَحْزَنوا، إِنَّ مَوْتَ الْحُرِّ أَرْحَمُ مِنْ *** ذُلِّ اللُّجوءِ إِلى ما ظَنَّهُ وَطَنا

جواد يونس أبو هليل