وَلَسْتُ بلائمٍ أبَدًا (ترامْبًا) — فقدْ واللهِ قد فَعَلَ الجَميلا
أبانَ بِفِعْلِهِ كلَّ النّوايا —- فما أبقى لِمَخْدوعٍ سَبيلا
وما أبقى لباغي الْصُّلْحِ عُذْرًا — يَلوذُ بِظِلِّهِ شيئًا قليلا
وقد وَضَعَ النُّقاطَ على حُروفٍ — إليها طالَما رامَ الوُصولا
وقالَ بأنَّهُ وَعْدٌ وَدَيْنٌ — عليَّ حَمَلْتُهُ حَمْلًا ثَقيلا
بأنَّ القُدْسَ عاصِمَةٌ وحَقٌّ — (لِصَهيونٍ) كفى قالًا وقيلا
بِذا حَسَمَ النِّزاعَ بِكلِّ جِدٍّ —- فَمَيَّزَهُمْ : عَدُوًّا أو خَليلا
فإسرائيلُ لا يُعْلى عليها —- أبَيْنا ذاكَ أمْ شِئنا الْقََبولا
وليسَ على جرائمِها حِسابٌ — وإنْ جَرَتِ الدِّماءُ بها سُيولا
ومَجْلِسُ أمْنِهم حِكْرٌ عليها — يُقَدِّمُ وفْقَ صالحِها الْحُلولا
وليسَ لِغَيْرِهمْ حقُّ اعْتِراضٍ — على شيءٍ وإنْ مَلَكُوا الدَّليلا
فماذا يَرْقُبُ الحُكّامُ مِنْهُ —- وما يَرْجونَ مِنْهُ أنْ يَقولا
وهلْ يُرجى رُجوعٌ بَعْدَ مَوتٍ — وإنْ فَعَلوا لِذاكَ الْمُسْتَحيلا
وهلْ يُرجى حَياءٌ مِنْ سَفيهٍ — وقد أضحى الْحَياءُ بهِ قَتيلا
(ترامْبٌ) في وَقاحَتِهِ صَريحٌ — فلا يَخشى رَقيبًا أو عَذولا
وأمْريكا وقد مَرَّتْ عُقودٌ —- فما راعَتْ عُهودًا أو أُصولا
تُماطِلُ بالْقَضِيَّةِ كلَّ مَطْلٍ —- وجُلُّ مَرامِها في أنْ تَطولا
لقد بَلَغَ الزُّبى ظُلْمُ الْأعادي — وكادَ الطَّوْدُ مِنْهُ أنْ يَزولا
بَنو صَهْيونَ ليسَ لَهُمْ عُقولٌ — يَعُونَ بها وقد عَبَدوا الْعُجولا !!
فليسَ لنا لِرَدِّ (الْقُدْسِ) شيءٌ — سوى حَرْبٍ بها نَشْفي الْغَليلا
فَإمّا واقعٌ مِنْهمْ قَتيلًا —- وإمّا طالبٌ مِنّا الرَّحيلا
(ترامْبٌ) قد أتى أمْرًا عَظيمًا — سَيَلْقى غِبَّهُ شَرًّا وَبيلا
____________________
المهندس خليلُ الدّولة