تَكَلَّسَ دَمْعٌ في عُيونٍ تُزَمْجِرُ
وَصَدْرٌ بِهِ الْأشْواقُ راحَتْ تَحَجَّرُ
وَصَبْرٌ بَكى من حُزْنِهِ صارَ أبْكَماً
وَقَلْبٌ بِحَجْمِ الْكوْنِ ما عادَ يُبْحِرُ
سَجيْنٌ يُغَنِّي لِلْقُيودِ بلا فَمٍ
وَشَعْبٌ بَصيْرٌ بالْعَساكِرِ يُنْحَرُ
وَأرْضٌ لِأعْرابٍ تَنوءُ بِحَمْلِها
فُصولُ سِفاحٍ قَدْ تَوالَتْ وَتَكْبُرُ
جِراحٌ بلا عدٍّ يَفوحُ نَجيعُها
غِذاءُ الثَّرى روحٌ وَشُلْوٌ مُبَعْثَرُ
فلسْطينُ يا جُرْحَ الزَّمانِ تَحيَّةً
مُصابي فِدى عَيْنَيْكِ لا أتأخَّرُ
مُصابي كبيرٌ في الْحَشا من عُروبَةٍ
تَلُوذُ بِعُرْبٍ والْعِظامُ تَكَسَّرُ
فلسطينُ مُذْ عَنْها تَخلُّوا وَسَلَّموا
تَمَزَّقَ عُرْبٌ بالسَّلامِ تَدَمَّروا
تَصيحُ نُفوسٌ يا صَلاحُ دِماءَنا
أغِثْنا فَقُدْسٌ في حِماكَ سَتَطْهُرُ
أغِثْنا فَإنَّ الرُّومَ عادتْ قِلاعُهُمْ
فَرنْجٌ .. يَهودٌ لِلزَّعاماتِ خَنْزَروا
فَصارَ عَدوٌّ كالصَّديقِ مُحَبَّباً
وَإنَّا لِبَعْضٍ في الْعَداوَةِ خَيْبَرُ
عليكَ حَبيبي رَحْمَةٌ من إلهِنا
فَبَعْدَكَ جُنْدُ اللهِ في النَّارِ تُسْجَرُ
فلسطينُ يا أرْضَاً لِآمالِ أُمَّةٍ
قَريباً بِلالٌ بالْأذانِ يُكَبِّرُ
__________
حسن الكوفحي