وتروحُ يا جدّي إليكَ رِسالتي
وترامبُ قد أهدى اليهود مدينتي
إنّ الصهاينةَ استباحوا حقَّنا
ويلٌ لهم فالحزنُ يعصُرُ مُهْجتي
ما زلْتُ أذكرُ كيفَ أجَّجَ قهرَكم
عُدوانُهم قلتَ انظري بارودَتي
مِن عهدِ جيشِ كلوبَ قد خبّّأتُها
وأخذتَ تمسحُها بأعظمِ هِمّةِ
أشكو إليكَ وأنتَ في جوفِ الثّرى
وأنا أُقاسي مِن مرارةِ لوعتي
قد كنتَ تُعلِنُ أنْ سَتَصْحبُنا غداً
للمسجدِ الأقصى بِيومِ الجمعةِ
حتى نُصلّي والصلاةُ جماعةٌ
مِنْ ثَمَّ نلهو في ظلالِ النّخْلةِ
وتعودُ تحملُ في يَدَيْكم ربْطةً
خبزاً ولحماً لِلْغَدا في الرّحلةِ
والحبُّ عشّشَ في فؤادي نحوَها
يا قدسُ يا داري ودارَ أحِبّتي
في الفجرِ ما أسمى سماعَ أذانِنا
والصّوتُ يأتي مِن نِداءِ الصّخرةِ
قد كانَ منزلُ والدي جاراً لها
فأرى شُعاعَ الشمسِ عندَ القُبّةِ
أُوّاهِ كم ذكرى تُجَرِّعُني الأسى
في الصُّبْحِ أسراباً نطيرُ بِفَرْحَةِ
وإلى صلاحِ الدّينِ مدرستي بِهِ
والشارعُ المزْهُوُّ يكتُبُ صفحتي
كنّا خليّاتٍ بِبالٍ ناعِمٍ
ما كانَ فيها ما يُعَكِّرُ عيشَتي
وكنيسةُ العذراءِ تصْحَبُني لها
هيلدا وأُشْعِلُ في المداخِلِ شَمْعَتي
كانَ التّسامِحُ سائداً ما بَيْنَنا
والدّينُ يخلو مِن أذى العصبيَّةِ
واليومَ مِن بعدِ السّنينِ غَدَتْ لَهم
سُحْقاً لَهُم ..لا لن تهونَ قضيَّتي
أهلي النّشامى لَنْ يُضَيَّعَ حقُّهم
فالقدسُ داري لن تكونَ لِضُرَّتي
___________
ليلى عريقات