إذا استولت على الجسمِ السِّقامُ
ومنها القلبُ أقوى والعظامُ
فلا تأملْ لجسمكَ ذا نهوضاً
وسوف حماكَ يقتحمُ الحِمامُ
تركتَ الجسمَ للأسقامِ نهباً
عليه السِّلُّ سيطر والجذامُ
وجاست فيه أصنافُ البلايا
وعاثَ الفِطرُ فيه والهوامُ
وتطلبُ من جموعِ النّاس غوثاً
ويعجز عن شِفا الميْتِ الأنامُ
كأنّي أمَّةَ الإسلامِ أعني
ومافي قولتي هذي ملامُ
أليستْ للعدوِّ اليومَ نهباً
وفيها أوقدت نارٌ ضرامُ
أليس الدّاءُ في الأوصالِ يسري
وأعياها انفصال وانقسام
أليست شامُها تشكو سقاماً
وفي أطلالها انتشر الرُّكامُ
أليس عراقُها يبكي دماءً
وعفَّر وجهَه الضّاوي الرَّغامُ
وفي صنعاءَ قد قامت حروبٌ
بحبلِ الفرسِ يربطُها زمامُ
وقي القدسِ الشّريفِ القلبُ باكٍ
وتحلم لو جلا عنها القتام
وقلبُ المسجد الأقصى يعاني
وغشى وجه قبَّتِه السَّخامُ
يهودُ الغدرِ قد نسجت شباكاً
فخاف الأسر في القدسِ الحَمامُ
أرادوا جعلَه لهمُ كنيساً
به التّلمودُ مرتفعٌ إمامُ
وأيَّدهم بنو الإنجيل طرّاً
وحبلُ المسلمين به انفصامُ
وعمَّت صرخةٌ في الكونِ دوَّت
لها قد أطلقَ البيتُ الحرامُ
أعيدوا المسجد الأقصى عزيزاً
فصخرةُ صاحبِ الأقصى تُرامُ
أأوَّلُ قبلةٍ في الأرضِ تُسبى
ومسرى أحمدَ الهادي يُضامُ
فأين الأُسدُ من قومي النّشامى
أم الآسادُ من قومي نيام؟
هل الفاروقُ يرجعُ ذات يومٍ
فتُضربَ في مرابعه الخيامُ
وهل يأتي لفتحِ القدسِ يوماً
صلاحُ الدين يدعمُه الوئامُ
أفيقي أمَّةَ الإسلامِ وامضي
بنهجٍ سنَّه القومُ الكرامُ
إلى الإسلام عودي واستعيدي
به مجداً به الأجداد قاموا
أزيحي غبرةَ الأيّامِ واصحي
ففي جفنيكِ قد سكنَ النُّوامُ
فبعد اليوم لا ينجيكِ إلا
حسامٌ مصلتٌ وفتى همامُ
وإلا طابَ موتُكِ فاستريحي
وما للميتِ بُرءٌ ! والسّلامُ
========
أحمد الشردوب