اسْرِجْ خُيُولَكَ لَلْمَكَارِمِ تَعْتَلِي……….وَدَعِ المَذَلَّةَ بَالرِّدَاءِ المخْمَلِي
وَإِذا أُصِبْتَ بِحَاجَةٍ أَوْ فَاقَةٍ ………..فَاصْبِرْ عَلَى عَثَرَاتِها وَتَجَمَّلِ
لا تَطْلُبِ المَعْروفَ عِنْدَ رُوَيْبِضٍ……أَتَرُومُ فَضْلاً عِنْدَ غَيْرِ المُفْضِلِ؟
فَمَذَلَّةُ الإِنْسَانِ عِنْدَ خَصَاصَةٍ ………أَدْهَى مضَاء مِنْ شِفَارِ المِنْصَلِ
وَدَعِ الخَسِيْسَ فَلا تُجَاوِرَ دَارَهُ……..وَدَعِ التَّمُلُّقَ لِلْبَخِيْلِ الأَرْذَلِ
وَارْبَأْ بِنَفْسِكَ أَنْ تَعِيْشَ بِذِلَّةٍ………..مُتَطَفِّلاً بِمَوَائِدِ المُتَفَضِّلِ
كُنْ قَانِعاً مُتَعَفِّفاً وَمُكَرَّماً…………..حَتَّى وَلَوْ بِالنَّارِ يَوْماً تَصْطَلَي
لا تَقْعِدَنَّ وَجِدْ لِنَفْسِكَ سُلَّماً…………تَرْقَى بِهِ نَحْوَ الحَيَاةِ الأَجْمَلِ
اعْقِلْ تَوَكَّلْ وَادْعُ رَبَّكّ صَادِقاً……..وَاعْمَلْ لِتَحْظَى بِالعَطَاءِ الأَمْثَلِ
لا تَرْتَضِ عَيْشاً يُهِيْنُ كَرَامَةً ………حَتَّى وَلَوْ تُسْقَى بِكَأْسِ الحَنْظَلِ
إِنَّ الحَيَاةَ قَصِيْرَةٌ وَضَئِيْلَةٌ…………وَبِهَا الكَرَامَةُ فِي المَقَامِ الأَوَّلِ
فَلْتَسْعَ فِي طَلَبِ المَكَارِمِ وَالعُلا ……وَدَعِ الحَضِيْضَ إِلى النَّؤُومِ المُهْمِلِ
فَالصَّقْرُ يَرْقَى فِي الفَضَاءِ مُحَلِّقاً……وَتَرَى الجَنَادِبَ فِي جُحُورِ الجَنْدَلِ
ثِقْ بِالكَرِيمِ فَبَحْرُ جُودِهِ وَاسِعٌ……..وَالرُّزْقُ مَقْسُومٌ فَلا تَتَعَجَّلِ
ثُمَّ اقْتَدِ بِمُحَمَّدٍ خَيْر الوَرَى………..وِاتْبَعْ تَعَالِيمَ الكِتَابِ المُنْزَلِ
لا تَظْلِمَنَّ إِذَا حَكَمْتَ رَعِيَّةً……….كُنْ عَادِلاً تَرْقَى لأَعْلَى مَنْزِلِ
بِشْ وَابْتَسِمْ فِي وَجْهِ صَحْبِكَ إِنْ تَكُنْ……فَظّاً غَلِيْظَ القَلْبِ بتَّ بِمَعْزِلِ
وَاجْلسْ بِصَمْتٍ إِنْ بُلُيْتَ بِفَاجِرٍ…..فَالصَمْتُ سَهْمٌ نَالَهُ فِي مَقْتَلِ
لا تُنْكِرِ المَعْرُوفَ وَاشْكُرْ أَهْلَهُ ….وَاحْفَظْ حُقُوقاً لِلأَنَامِ تُبَجَّلِ
فَالحَقُّ يَظْهَرُ لا يشِينَهُ بَاطِلٌ…….كَالشَّمْسِ تُشْرِقُ وَالدَّيَاجِي تَنْجَلِي
وَالمَرْءُ إِنْ يَأْبَى الحَقِيْقَةَ جَاهِلاً …..يَرْنُو إِلَيْهَا مِنْ ثُقُوبِ المُنْخُلِ
وَ الْزَمْ مُجَالَسَةَ الكِتَابِ فَإِنَّهُ…….نَبْعُ المَعَارِفِ وَالعُلُومِ المُذْهِلِ
هَذِي النَّصَائِحُ يَا ُبَنيَّ كَتَبْتُهَا …..فَافْهَمْْ لَهَا بِتَمَعُنٍ وَتَأَمَّلِ
كلمات /مصطفى طاهر