عـاثت صـنوفُ الـدهرِ في أوراقي
وتـفـجَّـرَ الــشَـلَّالُ مــن أحـداقـي
فإلى متى سيظلُ حقلي مجدباً
والـعمرُ يُـغري الـنفسَ بـالأشواقِ
يـا دربَ أسـفاري مـشيتُكَ لاجـئاً
وشرِبتُ كأسَ القهرِ من أعماقي
مـا كـانَ مـن كأسٍ بعمري سائغاً
فـالـماءُ فـي كـأسي بـغيرِ مـذاقِ
قـلـبي يُــراوِدُ عـقـلَهُ عــن حُـلمِهِ
والـنبض يـسألني ألا من باقي ؟
قـــدْ تـشـهَـدُ الأرواحُ يـومـاً مـوتَـهُ
لـــكـــنَّــهُ لـــلــمــوتِ كــالــتــريـاقِ
لـيُكسِّر الأصـفادَ عـن بـابِ الرؤى
بــالـدربِ يـمـضـي دون أيِّ وِثــاقِ
صـــوت الــدعـاء بـلـهـفة وتــضـرع
قــد يـرفع الـشكوى إلـى الآفـاق
رفــعـت أيـاديـنـا وآهـــات الـجـوى
مــن ضـيق أحـوال ، ومـن إمـلاق
والـقدس، من للقدس يا أعرابنا؟
يــمـن وسـوريـا وحــال عــراق….
مــن زوََر الـتـاريخ؟ حـتـى لا نـرى
إلا طـلاسَمَ فـي سُـطور شِـقاق
من أعدم الذكرى بطرف رموشها
متناسيا فجرا مع الإشراق
مــعــراج خــيــر الأنـبـيـاء بـأرضـهـا
قـــد مــسََـه مــرض ولا مــن راق
ســيـعـود مـنـصـورا بـــدون تـــردد
فـمـكـانـه فــــي بــؤبـؤ الأحـــداق
إن أطـفأوا شـمس الأماني عنوة
فـأنا سـأمضي كـي أعين رفاقي
دار الـمدائن سـابقتني أشـرعت
أحـضـانـها لـتـشم عـطـر عـنـاقي
فـسأشعل الـمضمار جـريا قاصدا
مـعـراجـها وأضـــيء درب سـبـاق
قد كانت البشرى بنفسي دائما
(مـشتاقة تسعى إلى مشتاق)
___________
عبير الخضراء