ارفعْ جبيناً بالبهاءِ جَميعا
رَمَدتْ عيونٌ لمْ تَجُدكَ دموعا

أنثرتَ في صدرِ المقامِ مقالةً
لتشيعَ في أذنِ الكرامِ ذُيوعا

إنَّ الرِّيادةَ أنْ تطولَ سنونُها
ليقومَ قدْرٌ شاهداً وسميعا

أصعِدتَ عمراً يستطيلُ إلى التُّقى
فأنرتَ للتسعينَ فيهِ شموعا

ادناكَ في قربِ الإلهِ تواضعٌ
فعلوتَ في قدرِ الشّهيدِ شفيعا

ضلّتْ نجومٌ لمْ تجئكَ لشأوِها
تختالُ من بينِ النُّجومِ سطوعا

منْ ذا يجاوزْ معلماٍ في دربِهِ
إنْ طابَ أصلاً واستطالَ فروعا

أشددتَ في حزم العقولِ معاهدا
وزرعتَ في جدبُِ الخريفِ ربيعا

هلْ كانَ ضرّكَ أن قضيتَ بمحبسِ
الذّيبُ تحرسُ والضِّباعُ نُزوعا

أسدٌ هصورٌ في البراثنِ هادرٌ
ليشقَّ في صمِّ الصخورِ صدوعا

خسئَ الخسيسُ لأن ينالكَ شدةً
أنتَ الشّديدُ على الذليلِ خُنوعا

من ذا يُعالي الُأسْدَ شامةَ عزةٍ
يهوى وتهوي الرّيحُ فيهِ جُموعا

خسئ الكلابُ لأنْ تنالكَ زلّةً
لتزلَّ عن قممِ الجبالِ خضوعا

ما ذلّ فيكَ العمرُ يا أسدَ الوغى
بل ذلَّ قيدٌ للفكاكِ سريعا

قلْ للذئابِ فهلُ رأيتمْ صولتي
فانداحَ عزمٌ في الذّئابِ صريعا

من جدَّ في غدرٌ  يُراوغَ أمّةً
ليشبَّ في حضنِ الذئابِ رضيعا

منْ قامَ فينا سيّدا في غفلةٍ
ويغورُ في جذرِ الأصولِ رقيعا

إنْ جدَّ قومي للمعالي موكبا
مصرُ الكنانةِ للبناءِ سريعا

فأقضَّ مضجعهم وصولا للعلى
بينَ الأنامِ صناعةً ودروعا

هل كان مرسي في ريادةِ أمةٍ
إلا الأمينَ إلى الأمامِ صنيعا

غدرتٌ بهِ أمِّ الذئابِ إذا رأتْ
ذاكَ النجاحَ يؤمُّنا تشريعا

فاندسَّ نسغٌ في رذاذِ سليلِها
ليجوسَ في خللِ الديارِ ربوعا

ما ماتَ عاكفُ بلْ يموتُ خَؤونُهُ
ما اشتقَّ في خرقِ الثيابِ رُقوعا

ذكرٌ حميدٌ في الأنامِ أقامَهُ
ربُّ الأنامِ فشدَّ فيهِ منيعا

ما ماتَ مهدي والشهادةُ مطلبٌ
من عاشَ في كنفِ الأسودِ رفيعا

بل مات علجٌ في الحياةِ مواقفاً
من كانَ شيمتُهُ الحياةَ وضيعا
__________
فوزي الشلبي