• Visit Dar-us-Salam.com for all your Islamic shopping needs!

29 سبتمبر, 2017 أكراد

أضف تعليقك

قالَ الصِّحابُ: تَصَهْيَنَ الْأَكْرادُ *** وَغَدَوْا دُمى يَلْهو بِها الْموسادُ
فَأَجَبْتُ: لَوْ أَمْسى صَلاحُ الدّينِ في *** (كَرْكوكَ) لَأْتَمَرَتْ بِهِ الْأَوْغادُ
وَلَرُبَّما سَلَّ الْأَعارِبُ جَهْلَهُمْ *** كَمْ مِنْ شَريفٍ أَعْدَمَ الْجَلّادُ!
وَلَرُبّما سَيَموتُ مَسْجونًا وَما *** فُكَّتْ، بِرُغْمِ مَشيبِهِ، الْأَصْفادُ!
وَلَرُبَّما سَيَموتُ مَسْمومًا وَما *** جَهِلَ الَّذي قَدْ سَمَّهُ الْأَشْهادُ!
وَلَرُبَّما … أَلْفُ احْتِمالٍ بائِسٍ *** في أٌمَّةٍ أَتْراحُها أَعْيادُ!
كَمْ غَرَّ شَعْبًا مَنْ بَغَوْا تَقْسيمَهُ *** فَكَأَنَّما في الْعَيْنِ ذُرَّ رَمادُ
ما عادَ يُبْصِرُ غَيْرَ راياتٍ زَهَتْ *** كَمْ بـِ(الْبَلالينِ) الْتَهَتْ أَوْلادُ!
لَيْسَ الَّذينَ تَراهُمُ الْأَكْرادُ، بَلْ *** مِنْ دونِ (أَلْ) نَكِراتُهُمْ تُصْطادُ
لا غَرْوَ أَنْ تَصْطادَ ذُؤبانُ الْغَضا *** مَنْ طالَهُ الْإِقْصاءُ وَالْإِبْعادُ
اَلْعُرْبُ وَالْكُرْدُ الْأَكارِمُ إِخْوَةٌ *** وَبِمَنْ يَرُدُّ الْحاقِدينَ يُشادُ
مِنْهُمْ صَلاحُ الدّينِ … كَمْ مِنْ شاعِرٍ *** قَدْ هَزَّهُ في مَدْحِهِ الْإِنْشادُ!
حُكّامُنا تَخِذوا الشُّعوبَ عَبيدَهُمْ *** أَعَلى عَبيدٍ يُشْفِقُ الْأَسْيادُ؟!
وَتَنَكَّرَتْ عَبْسٌ لِعَنْتَرَةٍ، وَما *** وَفّى الَّذي وَعَدَ الْفَتى شَدّادُ
لا تَعْتِبوا إِنْ لَمْ تُحَرِّرْ أُمَّتي *** لِلْآنَ قِبْلَتَها فَذاكَ يُرادُ
ما كَرَّ عَبْدٌ كَيْ يُحَرِّرَ حُرَّةً *** سُبِيَتْ وَصارَتْ مِثْلَهُ تُقْتادُ
أَنَّى سَيَدْخُلُ جَيْشُنا الْأَقْصى وَفي *** أَوْطانِنا يُسْتَهْدَفُ الْعُبّادُ؟!
لَوْلا الَّذين تَصَهْيَنوا مِنْ عُرْبِنا *** ما نامَ في حِضْنِ الْخَنا أَكْرادُ
إِنْ أَمْسَتِ الْأُمُّ الْعَفيفَةُ مومِسًا *** فَعَلام لَوْمُكَ إِنْ زَنى الْأَوْلادُ؟!
وَإِذا دُوَيْلاتُ الصُّمودِ تَساقَطَتْ *** لا غَرْوَ أَنْ يَتَساقَطَ الْأَفْرادُ
يا أُمَّتي، لا تَحْزَني وَاسْتَبْشِري *** بَعْدَ الْمَخاضِ وَعُسْرِهِ الْميلادُ
إِنْ تَأْلَمي فَلَقَدْ تَمَنَّتْ مَرْيَمٌ، *** رُغْمَ الْبِشارَةِ بِالْمَسيحِ، تُبادُ
هُزّي بِجِذْع الصَّبْرِ تَسّاقَطْ عَلى *** شَطِّ الْفُراتِ وَدِجْلَةَ الْأَمْجادُ
وَلْتَسْألي النَّصْرَ الْمُهَيْمِنَ وَحْدَهُ *** ما كانَ يَنْهَرُ سائِليهِ جَوادُ
____________
جواد يونس

29 سبتمبر, 2017 “كونوا قوامين”

أضف تعليقك

قال تعالى في سورة النساء: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أو الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أو فَقَيراً فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أو تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً).

وقال تعالى في سورة المائدة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ).

في آية النساء، أمر الله عز وجل من عنده شهادة أن يقوم بالحق فيها، ويشهد لله تعالى على كل من عنده حق لغيره، فقال: قوموا (بالقسط) أي بالعدل في حال شهادتكم لله على كل ظالم، حتى يؤخذ الحق منه، فقدَّم {بالقسط} لأنه من تمام (قوامين). 
أما قوله: {لله} بعد {شهداء} فلتعلقه بالشهادة، كأنه قال: كونوا شهداء لله، لا للهو والميل إلى ذوي القربى، والدليل أنه قال: {ولو على أنفسكم} وشهادة الإنسان على نفسه أن يقر بالحق لخصمه، أي: افعلوا ذلك لله، وإن كان عليكم، أو على الوالدين، وذوي القربى منكم.

أما آية المائدة، فإن فحواها يدل على أنها خطاب للولاة والحكام. فقال: {كونوا قوامين لله} أي: كونوا قوامين؛ لأجل طاعة الله بالعدل، والحكم به حال كونكم {شهداء}. فالقائم بتنفيذ أحكام الله تعالى بين خلقه، إذا وفَّى ما عليه، فهو شهيد على من ولاه الله عليه. والدليل على أن الخطاب للولاة قوله بعده: {ولا يجرمنك شنأن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب لتقوى} أي : اعدلوا مع المسلم وغير المسلم عدلاً واحداً.

وباختصار:
في سورة النساء الشهادة في مقام الرضا والمحبة، فبُدئ فيها بما هو آكد وهو القسط.
وفي سورة المائدة : الشهادة في مقام البغض والكراهة، فبُدئ فيها بما هو آكد وهو القيام لله.

والله تعالى أعلم وأجل.