يا عاشقين لهجــرةِ المختــارِ 
جُودوا بما طِبتمْ من الأشعـارِ
إني رأيتُ الشعرَ يَقصرُ دونهُ 
فتشاجرتْ في وصفهِ أفكارِي
لم يَخلق الرحمنُ خَلقــاً مِثْلَـهُ !
في هذهِ الدُّنيا ولا في الــدَّارِ
ما كانَ إلا رحمةً مِنْ عِــنْــدهِ !
للعالمينَ ليَحْذَروا مِن نَّــــارِ
فمنِ أبتغى عنهـا وصعَّرَ خَدَّهُ 
ويلٌ لهُ مِنْ سطــوةِ الجَّبّــارِ
لكنَّ يا أسفاهُ ما راقتْ لـــهمْ ! 
كلاّ، ومــا اجتَنبوا عنِ الأوزارِ
فكأنَّهُم ظَنُّــوا بأن لّنْ يُبْعثـوا 
أو يُعرضوا للواحدِ القَهّـــارِ
فسيُحْشَرنَّ ويَعْلمنَّ جَمِيْعَهَـمْ 
يومَ القِيامةِ مَوْعِدَ الفُجَّــــارِ
مَنْ صادروا مالَ الشُّعوبِ وأسرفوا 
في القتْلِ، والتَّدْميرِ للإعْمــارِ
عُذراً نَّبِيُّ اللهِ قد ذَهبَتْ بنـَـا 
عن هِجْرتَيكَ سَفاسفُ الأخبارِ
صِرْنَا نُحَاربُ بَعْضَنا بَعْضا بِما 
صَنَعَتْ لنا الأعداءُ مِنْ أضْرارِ
بقنابلٍ تُرمى على أكْنــَانِـنـَا 
ومَدَافعٍ بِشَـوامــِخِ الأطْــوارِ
–أمّا الرَّصاص فقدْ تَهوّنَ أمرُهُ 
أضحى يُقاسُ بأصْغَرِ الأحجــارِ —
ما ذنبُهَا تلكَ المَساكِنُ دُمِّرَتْ ؟
في أهلِها يا أمّةَ المُــخــْتَــارِ
إنّي إلى رَبِّ السَّمَــاءِ لَرَاجِعٌ 
مِنْ فِعْلِكُمْ بِمَــواطنِ الأبْــرَارِ
يا ربُّ هلْ من رّحمةٍ تَجْلو بها ؟
سَخَطَ العِبادِ وهذهِ الأخطــــارِ
فَبِجُودِ مَنِّكَ والصَّلاةِ على النَّبِي 
إلاّ كَشَفْتَ بـَلائنــا يــا بــاريْ
صــلَّ الإلهُ على النّبيِّ وآلــهِ 
وعلى صحـابته أولي الأبْصَــارِ 
ــــــــــــــــــــــ 
شعر:مضمون الهائلي