قمراً بليل ِ التائهينَ أطلّا 
و حقيقة ً للواهمينَ تجلّى
و سحابةً من رحمة ٍنبوية ٍ
لن يستريح َ رذاذها و يكلّا
هوَ للجياعِ أباحَ حنطةَ عمره ِ
و أشاعَ دفئاً للقلوب ِ وظلّا
رسم َ الطريق َ إلى السماء فما نأى
عن نجمها لمّا دنى وتدلّى
أحلامُ أرملة ِ الشمالِ تلوّنتْ
و بكاء ُ أطفالِ الجنوب ِ تولّى
حلوى اليتامى في الشفاه ِتبسّمتْ
والحبُّ فوقَ الغيمِ يرسمُ طفلا
للعالمينَ بشائرٌ من رحمة ًِ
خيرٌ على وجهِ البسيطة ِ حلّا
ليمرَّ خطُّ الفجر ِ بين مآذنٍ
و يعودَ في وجهِ الضحى و يظلّا
والظهرُ يحملُ توبة ً أبديةً
و العصرُ تسبيح ٌيصبَّر كهلا
في المغربِ الركعاتُ نورُ هداية ٍ
فيها خشوعُ التائبينَ تجلّى
وقت ُ العشاء ِ يمرُّ حبٌّ صادقٌ
لتنامَ آهات ُ الخوافقِ جذلى
ليعودَ خط ُّ الفجر ِ يوقظُ نورها 
ذكراً على الجمعِ المباركِ يتلى
هذي الرسالةُ لمْ تغيّرْ نهجها
برزتْ إطاراً للسلام ِ وشكلا
مضمونها جمْعُ القلوب ِ على الهدى
و شعارها أنْ لا تفرّقَ شملا
حقٌّ مصانٌ لا يضيعُ لكائنٍ
ما دامَ تحت َ الشمس ِ يتركُ ظلّا
بأبي و أمّي .. نورُ وجهٍ باسمٍ
ٍفي عتمةِ الكونِ الفسيحِ أهلّا
الأرضُ ناحتْ تستجيرُ بربّها
كبكاء أرملةٍ و صرخةِ حبلى
طلبتْ نبيّاً خاتما ً لعهودها
يرسي سعادتها لتصبحَ أحلى
جاء الخلاصُ و كانَ مسك ُ ختامها
ما حادَ عن أحلامها و تخلّى
رسمَ المسار َ و خطَّ فوق َ ربوعها
كي لا تضيعَ بسيرها و تضلّاَ
دستورهاُ القرآنُ منهاج ُ الهدى
فوق َ اختيارات الحقيقة ِ يُملى
روحي فدا عينيه ِ حينَ تألّقتْ
حينَ اصطفاها النورُ خيرَ مصلّى
روحي فدا كفّيهِ حينَ توسّعتْ
لتكون للخيرِ العميمِ محلّا
لا تحسبوني شاعرا ً في مدحهِ
يبقى من الشعرِ المقالِ أجلّا
ويظلُّ حرفي في بهاهُ محيّراً
و الشعرُ في فيضِ النبوّةِ طفلا
أتلوالقصائد َ و هي تدري أنّها
ستكون ُ من فضلِ الحبيب ِ أقلّا
قلقٌ يرافقها بكلِّ حروفها 
فتذوبُ إحساسا ً و ترجفُ خجلى
لكنّها شهداً تفيضُ و سكّراً
شعري بأخلاقِ الرسول ِمحلّى
الأرض ُ كلُّ الأرضِ منبرُ دعوة ٍ
بين َ الرسالات ِ العظيمة ِ مُثلى
حملتْ لعنوانِ الفضيلةِ رفعةً
رفعتْ عن الأرضِ الحزينةِ ثقلا
فأدامَ ربُّ الكون ِ ذكرَ نبيّهِ
ما صامَ عبدٌ في البقاعِ و صلّى
علي العكيدي