متَى وطنِي أراكَ على استقامَةْ
وتأرزُ بالمُنَى نحوَ السَّلامَةْ
متى ألقاكَ مفترًّا ضَحُوكاً ؟
وتخلعُ كالضُّحَى ثوبَ الرَّغامَةْ
متَى تصحُو ؟ فسكرُكَ في جنونٍ
يضاعفُ في متاهتِكَ المدامَةْ
بقيتَ على المدَى تحسُو الأثافِيْ 
وما سَلَّ الرَّدَى عنكَ انتقامَهْ
أيرضيكَ الحقولُ تموتُ جدباً 
فلا مزْنٌ تهلُّ ولا غمامَةْ
أيرضيكَ الرِّياضُ ذوتْ خريفاً 
فلا دوحٌ يظلُّ ولا ثَغَامَةْ
بكتْ أسرابُ طيرِكَ في اغترابٍ 
وحلَّ العنفُ في عُشِّ الحمامَةْ
عليكَ عواصفُ الأرزاءِ عمداً
تطوفُ من الحدَا حتَّى تهامَةْ
فقلْ ليْ لِمَ التَّجهُمُ ؟ كيفَ هذَا ؟ 
فلا مرحٌ يلوحُ ولا ابتسَامَةْ
تسافرُ عبرَ وحلِ الحربِ قصراً
شريداً دونَ بيتٍ أو إقامَةْ
تُضنِّينِي جروحُكَ في البرايَا 
فهلْ لِيْ في بكائِكَ منْ ملامَةْ ؟
قضيتَ العمرَ في جدبِ البوادِي 
فلا شِيحٌ يرفُّ ولا خُزامَةْ
غرقتَ وفي بحورِ الجورِ حصراً
عشقتَ البُورَ في خُسْرِ الغرامَةْ
وشاحُكَ من دمائِكَ مشرئبًّا 
ومضجعُكَ الكئيبُ على المهامَةْ
تظلُّ ممزَّقاً والقتلُ غادٍ 
يسلُّ الرُّوحَ في وادي الزَّعامَةْ
فديتُكَ هلْ لهذي الحربِ حدٌّ ؟
وهلْ من عودةٍ نحوَ الكرامَةْ
متى قبحُ الرِّهانِ يزولُ قلْ لِيْ 
فقد كثرتْ زنابيلُ القمامَةْ
على عينَيك أقذاءُ السَّوافِي 
وفي خدَّيك أوسَاخُ الدَّمامَةْ
أغثْ قلبِيْ بسلمِكَ واحتضنِّي 
أزلْ عنِّي تباريحَ السَّآمَةْ
أجدْ وطنِي برأبِ الصَّدعِ واسجمْ
بصبِّ الغيثِ واغسلْ كلَّ هامَةْ
ألا ليتَ الحروبَ عليكَ تنأَى
فلا حرباً إلى يومِ القيامَةْ
إبراهيم القيسي