ومـــن مـــلأٍ إلــى مــلأٍ تـُسـافرْ
تُـمـزقـك الـجـراح عـلـى الـمـنابرْ
ومـــن روضٍ الـــى روضٍ تُـغـنـي
كـما يشدو عـلى الأغـصان طـائر
تــتـرجـمُ لـلـحـيارى كـــل لــحـنٍ
كـمـا شــاؤوا وبـعـضك مـنك حـائرْ
وتُــنـهـكـكَ الــمــواجـع والــرزايــا
وأنـــت تـسـيـر فـيـهـا كـالـمُغامرْ
فـــكم حملتك عفراء الـقـوافي
إذا هــاجــت وحــركـت الـحـوافـرْ
كـسـيرُُ تــاه عـمـرك فـي شـقاءٍ
وقـــد هــمَّـت دروبــك أن تـهـاجرْ
فـلـيتك لـم تـعش لـجراح شـعبٍ
تُـضـمـدها ومــا رحـمـوا لـشـاعرْ
ولـيـتـك لـــم تـكـن قـلـباً رحـيـماً
ولـيـثـاً فــي وجــوه الـظـلم زائرْ
ولـيـتك لــم تـكـن شـهـماً كـريماً
لــكــل مُــزيــفٍ دنــــسٍ وغـــادرْ
ولـيـتك لــم تـكـن سـمحاً لـطيفاً
ومِـنْـهُـم ذُقـــت أهــوال الـمـقابرْ
أنـــا لــولا الـجـراح تميت أرضي
لــمـا نَـفِـدت بـأشـعاري الـمـحابرْ
أنـا لـولا الـمصاب يذيق قـومي
مخاطر موت أرباب الضمائرْ
و هـا أنـا مـن اُدافـع عن حِماهم
إذا بَــلَـغَـتْ قـلـوبـهـمُ الـحـنـاجـرْ
فـكـم جـندت يـا وطـني حـروفي
ولاقــيــتُ الـمـتـاعب والـمـخـاطرْ
غــريـبُِ فــي تـرابـك يــا بــلادي
مُـقـيمُُ فـيك فـي حـكم الـمهاجرْ
فـهـا أنــا والـجراح تـنوش روحـي
سامضي فـي دروب المجد سائرْ
ومهما الليل طاول في سمانا
أذان الفجر يصدح في المنابرْ
ومهما الليل خيَّم في سمانا
دنا الميعاد من فجر البشائرْ
_________
صلاح نعمان الجماعي