صَبَرْتُ وَما بالَيْتُ بِالشَّوْكِ في صَبْري *** وَأَمْسَتْ بَناتُ الْعَيْنِ، لا غَيْرُها، حِبْري
إِذا مِتُّ فَاكْتُبْ يا أُخَيَّ بِمِثْلِها *** "لَقَدْ كانَ ذا صَبْرٍ جَميلٍ" عَلى قَبْري
صَبَرْتُ وَلَمْ أَجْزَعْ لِوَقْعِ حَوادِثٍ *** أَرادَتْ، عَنِ الْأَمْجادِ، في سِجْنِها ثَبَرْي
وَلكِنَّ رَبَّ الْعَرْشِ شاءَ، وَمَنْ تُرى *** يُخالِفُهُ، بَعْدَ انْكِسارِ الْخُطى جَبْري
أَنا حُلُمٌ ما زالَ رُؤْيا سَجينَةً *** فَهَلْ تُحْسِنُ الْأَيّامُ، يا صاحِبي، عَبْريْ؟!
عَرَجْتُ بِفَضْلِ اللهِ، خَيْرُ مَعارِجي *** عُلومٌ وَآدابٌ وَشِعْرٌ كَما التِّبْرِ
وَلَيْسَ الَّذي قالَ الْقَصيدَ لِسانُهُ *** كَمِثْلِ الَّذي الْبَلْوى يَراعَتَهُ تَبْري
سَمَوْتُ بِأَخْلاقي عَلى مَنْ يُريدُني *** بِسوءٍ، فَكَمْ مِنْ فاجِرٍ سَيِّءِ النَّبْرِ
وَنَفْسي، إِذا ساءَلْتَ، بِئْرٌ عَميقَةٌ *** وَلَمْ أَسْتَطِعْ لِلْآنَ كَشْفي وَلا سَبْري!
وَإِنّي لَصَعْبُ الِانْقِيادِ لِجاهِلٍ *** وَإِنْ كانَ يَبْدو لِلْوَرى رائِعَ السِّبْرِ
فَلَسْتُ بَعيرًا قَدْ يَقودُ زِمامَهُ *** غُلامٌ، وَلا غِرًّا لِأَغْرَقَ في شِبْرِ
وَإِنَّ طُموحي فَوْقَ ما قَدْ وَصَلْتَهُ *** وَلَسْتُ بِمَغْرورٍ وَلا تِهْتُ بِالْكِبْرِ
وَلَيْسَ يَتيهُ الصَّقْرُ إِنْ ظَلَّ جائِعًا *** وَعافَ الَّذي مَسَّ الْبُغاثُ مِنَ الْهَبْرِ
______________
جواد يونس