القدس تسأل : أين أضحيتي ؟
أين الملايين التي كانت وما زالت 
بليل الهم أمنيتي ؟
قد صادر المحتل لي وجها 
يدل على عروبته وألبسني بليل القهر أقنعة التصهين عند تهويدي
ومزق في الظلام هويتي 
ورمى بها في مهملات الغزو ،
صادر لي في غربتي لغتي 
ومضى يحرم أي نطق يعشق العربية الفصحى 
على شفتي ..
القدس تسأل أين أضحيتي ؟
من يدعون بأنهم أبناء ابراهيم 
من دون العباد يَرَوْن أنفسهم بعز منامهم
يتجمعون ليطمسوا لي وجهي العربي،
في الأيدي سكاكين تصهين لمعها وبريقها
يتشاورون ليذبحوني 
في باب ليل مظلم يغزو عيوني 
القدس تسأل أين أضحيتي؟
بالله يا أهل العروبة والشهامة أدركوني 
إني أرى غرقي ببحر غزاة قلبي
وأراكمو بالعين أيتاما بلا أم لكم 
إن تفقدوني …!
ما زلت ملقاة على جمر انتظاري
أرتجي فرج السماء
وبمهجتي في أمتي بعض الرجاء 
فمتى أرى عيدا به أحظى بأضحيتي ؟
والله إن قدومكم من غابة الأيام أمنيتي 
للآن لم ألمح ظلال خيولكم 
لا فارس يأتي ببشرى عيده الأضحى 
ولا ذبح سمين ..
لا حسرة الأقصى تؤرق نوم من ناموا 
على مر السنين 
حتى ولو سرا يقض مضاجع العشاق لي 
دمع حزين ..
القدس تسأل : أين أضحيتي ؟
وتحبس دمعة محرورة في العيد ،
تسأل والأضاحي لا تساق 
لفدية الأقصى السجين : 
– هل مات عزم المؤمنين ؟!
هل غاب وعي المسلمين ؟!في عيدنا الأضحى
____________
علي البتيري