10 يوليو, 2017 شوق المآذن
يا قدس، ذكرك في الأشعار ما خمَلا *** فمن رضابك يهوى العاشقُ الثمَلا
لا شعر يتقن وصف الحسن سيدتي *** يعيى وإن نثروا ألحانهُ جُمَلا
حنين روحي لمسرى الحِبِّ يعصف بي *** فجرحها رغم طول البعد ما اندمَلا
القلب يركض في حاراتها خببًا *** والروح تجري على طُرْقاتها رمَلا
أتيتها وحنيني مثل عاصفة *** ريحُ الجنوب غدت في سوحها شَمَلا
أتيتها ومزاج الروح قافية *** فالشعر بالشوق للأقصى قد اشتمَلا
أتيتها وفؤادي الحُزْن يعصره *** والعشق في شغفه للصخرة اعتمَلا
وخَنجرُ الغَرْبِ مزروعٌ بخاصرَتي *** ونزف ظهري سهامَ العُرْبِ قد طَمَلا
فإذ بها ببني الأفعى قد امتلأت *** وسَلَّم القدسَ أبناءُ الخنا العُمَلا
تصدَّعت صخرة المعراج من حَزَنٍ *** فأمتي تركت بالمصحفِ العَمَلا
يصادق العُربُ ذُؤبانَ الغضا سفهًا *** وهل يصادقُ ذئبٌ جائعٌ حمَلا؟
شوق المآذن للرايات عاليةً *** وليس يشتاق مسرى المصطفى همَلا
تشتاق للعلم المرفوعِ في ألقٍ *** والدمع فاض من العينين وانهمَلا
رأيته في عيون القدس سنبلةً *** خضراء تبعث في قلب الفتى الأمَلا
يمامةً في بياض الثلج فوق ذرى *** مجد بمعراج طهَ للسما اكتمَلا
وليلَ تغريبة طالت، فكم حَزِنٍ *** صليبَهُ فوقَ كِتْفيْ غربةٍ حَمَلا
وبركةً من دماء القابضين على *** جمر الرباط بصبر أعجز الجَمَلا
لم يحتمل أيُّ شعب في مشارقها *** ولا مغاربها ما شعْبِيَ احتَملا
مهما يطل ليل شعبي فالفؤاد يرى *** ضوء الصباح، فقلبي اليأسُ ما سمَلا
_____________________
جواد يونس