لـم يـبـق لـلعيـد إلا الدمـــعُ والضجـــرُ 
والــهـمُّ والـقـتـلُ والإرهـــاقُ والـكـدرُ
تـشـرَّدَ الأهــلُ فــي الآفــاقِ تـحـملهـم 
زوابــعُ الـمـوتِ أنَّــى حولها انـتشروا
تجرَّعوا الويلَ في الأصقاع حين نأوا 
عـن دارهـم ثـم أوهـى جـسمَهم سفــرُ
سَـرَوْا فُـرادى ولـم يـعنَوْا بـما جـمعوا 
مــــا ردَّهــــم أبــــدا مـــالٌ ولا أثــــرُ
كــلُّ الـبـساتينِ أضـحـتْ أرضُها زلَـقاً 
والـحَوْرُ مـن فـرطِ حـُزنٍ كـادَ يـنتحرُ
والــعــيـدُ أقـــبـــلَ مــلــقـاة عــبـاءتـه 
فـــوق الـثـرى مـزقـتها الـنارُ والـغِـيَرُ
لا عـيـدَ فــي أرضـنا نـرجو ابـتسامتَه 
الــدارُ ثـكـلى وفــي سـاحاتها الـخطـر
فـيـهـا الــركـامُ وأشـــلاءٌ هــنـا وهــنـا 
فـيـها الأسـى جـاثمٌ والـحقدُ والـحـــذرُ
يــا أيُّـهـا الـعـيدُ رفـقـاً بـالصِّغار فـفـي 
دمــوعـهـم ألـمٌ في الـقـلب يـعـتـصــر
رفــقـاً بـهـم فـالـردى حَـطَّـتْ ركـائـبُه 
بـقـربهم حـيـن غـطَّـى وجـهَـهُ الـقـمرُ
وكـيـف تـأتـي وأكـداسُ الـركــامِ عـلى 
كــلِّ الـدروب وصُـفَّتْ دونـكَ الـحجرُ
أوَّاه مـمَّـا جــرى يـا عـيدُ فـي وطـــنٍ 
تـكـالـبـَتْ حــولــه الأقــــوامُ والــزُّمرُ
وأجـهـضـوا زهـــره لــمـا سـقـوه دمـاً 
وروَّعـــوا فــجـرَهُ واسـتُـنـْكِرَ الـمطـرُ
مــتـى تــعـود إلــيـه كـــي تـصـافـحَـهُ 
وتـنـشـرَ الـحـبَّ فــهـو الآن يـحـتضرُ
مــتــى تـغـنِّـيه لـحـنـاً كـــان يـؤنـســه 
لـتشرقَ الـشمسُ أو يـزهو بـه الـشجرُ
إبراهيم الأحمد