خمسونَ عامًا وطيرُ الحبِّ في قفصٍ
والعشُّ من مهجةِ الزَّيتونِ قد سُرِقَا
مازالَ يُنشدُ كُلُّ الكَونِ يسمعُهُ
والقلبُ يصدَحُ بالتَّكبيرِ إن خَفَقَا
اللهُ أكبرُ … صوتُ الحقِّ يُنهِلُنا
نبضَ الحَياةِ كَمثلِ النَّبعِ مُنبَثِقَا
ماذا سيكسِبُ من عطفٍ نُبادِرُه؟
فالحبُّ دون يدٍ فانٍ وإن صَدَقاَ
ذاكَ الشعورُ لماذا الخَوفُ يَلبسُهُ
فالحبُّ والخوفُ في الوجدان ما اتّفقَا
لا تُنقِذُ القدسَ آهاتٌ تُحيطُ بِهِ 
أو دمعُ عينٍ على ساحاتِه دَفَقَا
والقلبُ قد مدَّ أوصالاً تُثَبِّتُه
حينَ النداءِ إلى الأقصَى لينطَلِقَا
كالطِّينِ والماءِ عطرُ الحبِّ بينهمَا
مُذ أنجبَا آدمًا للآنَ ما افترقَا
وإن جَفَت غيمةٌ في الصَيفِ تُربَتَهَا
تأتِي بها الريحُ حُبلَى، والهوى غَدَقَا
وحينَ أغفُو … على محرابِهِ حُلُمِي
أن كلَّ طيرٍ بأرضِ الحبِّ قد عُتِقَا
ورُحتُ أركضُ في أعماقِ أخيِلَتِي 
والدمعُ من حُرقةِ الأشواقِ ودَّ لِقَا
مازلتُ أبحثُ عن دربٍ لِيُوصِلَنِي 
والنبضُ من فَرطِ مايجتاحُنِي سَبقَا
خمسونَ عامًا ونورُ القدسِ يغمرُنا 
مازالَ يُشرِقُ مثلَ الصُبحِ إذ فُلِقَا
خمسونَ عامًا وأقصَانَا هُنَا جَبلٌ
صوتُ المآذِنِ صرحَ العزَّةِ اخترَقا
وذا شتاءٌ يصُبُّ البردَ من غضبٍ
فوقَ المدائنِ ليلُ الظُّلمِ قد غسَقَا
ظلَّ الربيعُ بأرضِ القدسِ مُنتفِضًا
حتَّى الطيورُ إذا مَرَّتْ بها رَفَقَا
كالوردِ والنحلُ مجبولٌ ليَحرُسَهُ
يحمِي الجذورَ ويفدي الزهرَ والعبَقَا
____________
أسماء حزمون