وَقَفْتُ بِبابِكِ المسدودِ أتْلـــــــــو
كتـــــــابَ اللهِ أدعــــــــــو أنْ أراكِ
أدُقُّ البابَ أسْتَـــــجْدي لقــــــــاءً
فيَحْرِمُني مِنَ اللُّقيا عِـــــــــــــداكِ
فأرْجِعُ خائبَ النّــــظَراتِ أبْكـــــــي
ويُشْعِلُ نارَ أنّاتي بُكـــــــــــــــــاكِ
و تَجْمُدُ في العُيونِ دُمــوعُ شَوْقي
وفي القَلْبِ الكَليمِ جَــــوى هَــواكِ
و أحْمِلُ فَوْقَ رأسي شُــؤْمَ بُؤْســي
ويُشْجيني علـــى شَجَنــي شَجـــاكِ
أنا يا قُـــدْسُ مُشْــــــتاقٌ مُعَنّـــــــى
فلا أنسى، ولا قَلْبــــــــي ســَـــــلاكِ
أرومُ الوَصْـــــلَ لكنّــــي أســــــــــــيرٌ
بِسِجْنِ البُعْدِ مَحْـــــــــرومٌ لِقــــــــــاكِ
وأنتِ حَبيبَتي في الأسْــــــــرِ مِثْــلي
وفي القَيْدِ المُهينِ غدَتْ يَــــــــــــــداكِ
سَــقَوْكِ أذى المذَلّةِ فـــي كـــــؤوسٍ
وأسْقَوْني المـــــرارةَ مــِــــنْ أَساكِ
وأَقْصــــى المُسْــــلمينَ يُهانُ جَــهْرا
و فَوْضى العِلْجِ قـــدْ عَمّتْ مَــــــــداكِ
وحَوْلَ السُّــــورِ أنْيـــابُ الأَفاعــــي
على الأبْوابِ مِقْصَلَةُ الهَـــــــــــــلاكِ
نرى ( السّكْناجَ ) قـــــدْ عاثوا فساداً
نرى ( الحاخامَ ) يَجْثُـــمُ فـــي فِنـــاكِ
ويَصْفَعُني اللّئيــــمُ ويَزْدَرينــــــــي
فمَنْ بالحقِّ يَصْدَحُ في سَمــــــــــــاكِ؟
وأَقْفَرَتِ المنـــــازِلُ مِـــنْ بَنيــــــــها
فما أقْساهُ مِنْ خَطْبٍ دَهـــــــــــــــاكِ!
وَأَسْأَلُ عنْ صَــــلاحٍ فــــي الدّياجـي
أُهَـــرْوِلُ لا أرى إلّا دُجـــــــــــــــــاكِ
و يَمْتَدُّ الظّــــلامُ وأيُّ ليْـــــــــــــــــلٍ
بِغَيْهَبِهِ وحُلْكَتِهِ طَــــــــــــــــــــــــواكِ
فهَلْ يا قُـــدْسُ تَنْحَسِـــــرُ اللّيــــــــالي
وينبلج ُ الصّبــــــــــــــاحُ علــــى ذُراكِ؟
و تَأْتَلِـــقُ الشّموسُ علـــــى المُحَيَّــــا
و تَكْتَحِلُ المَدائِنُ مِــــــــنْ سَــــــــــناكِ؟
_______________
مُيسّر سالم خلّاف
