تُــلَــوِّحُ لــــي بِـعـاصِـفِـها الــرِيـاحُ
فَـيَـسْكُتُ نَـبْـضُ قَـلْـبي والـصُداحُ
وَيَمْكُثُ في الكُهوفِ صَدى حَنيني
وَيُـحْـصي مــا لَـبِـثْتُ بِـهـا الـصَـباحُ
وَأَمْــضـي لا أرى وَجْـــهَ الأَمــانـي
لِــمـا نَـزَفَـتْهُ مِــنْ قَـلْـبي الـجِـراحُ
وَتَـقْـصِفُني رُعــودُ الأَمْــسِ حِـصْناً
تُـــهَــدِّمُــهُ الــــرَزايـــا والـــرِمـــاحُ
وَأَشْـرَبُ مِـنْ ظَـما روحـي وَهَمّي
وَتُـلْـقـى فَــوْقَ أَوْهـامـي الـقِـداحُ
بِــــلا وَطَــــنٍ وَأَحــبــابٍ فُــــؤادي
كَــوَقْــفٍ كــــانَ وَزَّعَــنـي الــنُـواحُ
تَــمُـرُ سِــنـونُ عُــمْـري مَــرَّ ريــحٍ
كَــأَنّــي حـيـنَـمـا هَــبَّـتْ وِشـــاحُ
ذَرَتْ أَحــــلامَ قَــلْـبـي شَـتَّـتَـتْني
هُــنـاك صَـرَخْـتُ هــا إنّــي مُـبـاحُ
شَـقِـيٌّ فــي صِـراعاتي وَبُـؤْسي
وَقَـــدْ ثــابَـرْتُ مـــا ضَـــلَّ الـنَـجاحُ
أنــا الـمَغْلوبُ فـي وَجَـعي وَلَـيْلي
وَهَـلْ يُـفْني مـدى الـوَجَعِ الـكِفاحُ
نَـظَـرْتُ وَكُــلُّ مــا حَـوْلـي سَـرابٌ
وزيــــــفٌ وافْــتِــعــالٌ واجْـــتِـــراحُ
نَــعــيـشُ كَــأَنّـنـا لـلـطُـهْـرِ ثَــــوبٌ
وَنَــحْـوَ الـطِّـيـبِ يَـدْفَـعُـنا الــفَـلاحُ
وَنُـبْـدِعُ فــي الـمَـواعِظِ كُـلَّ دَرْسٍ
وَيَــبْــدو فـــي دُعــانـا الِانْــشِـراحُ
وَنَــحْــنُ الــكـاذِبـونَ بِـــلا ضَـمـيـرٍ
فَــســاءَ غُــدُوُّنــا وَكَــــذا الـــرَّواحُ
نَـسـيـنا مـــا وَرِثْــنـا مِـــن جَـمـيلٍ
وَشـاغَـلَـنـا عَـــن الــنـاي الـنُـبـاحُ
شَــرَيْـنـا بـالـزهـيـد غَــــلا تُــــراثٍ
وَبَـخْـساً كــانَ فــي الـبيعِ الـمُتاحُ
فَـــكَــيْــفَ بِـــكَـــفِّ آلامٍ وَغــــــمٍ
وَكَــيْــفَ يُــــرَدُّ لـلـشـؤْمِ اجْـتِـيـاحُ
تَــكـادُ تَــمـوتُ مِـــن قَـهْـرٍ قُـلـوبٌ
وَقَـــدْ عَـــزَّ الـــدواءُ وَمَــنْ أَراحــوا
لِــفــانِــيَــةٍ أَتَـــيْـــنــا وابْــتُــلــيـنـا
لِـــكُــلُّ مُـــــراوِحٍ مِــنــهـا مَــــراحُ
حَـسِـبْنا أَنْ سَـنَـخْلُدُ فــي مَـداها
وَلَــيْــسَ لَــنــا بَـمَـكْـبـوحٍ جِــمـاحُ
شُــغِـفْـنـا بـالـحَـيـاةِ بِــــلا حَــيــاءٍ
وَأنْـهَـكَـنـا بِــمــا تُــغــري الـنِـطـاحُ
فَــكَـيْـفَ أُقــــارِعُ الـدُنْـيـا وَقَـلْـبـي
بِـــلا عَـــزْمٍ ومـــا عِـنْـدي سِــلاحُ
وَحَـــوْلَ الـنـاظِـرَيْنِ يَــطـوفُ غَـيْـمٌ
عَـقـيـمُ الـقَـطْـرِ خَـضَـبَّهُ الـسِّـفاحُ
رَفَـعْـتُ إِلـى الـرَّحيمِ يَـدَيَّ أَشْـكو
إِلــهـي قَـــدْ مَـــلا الأَرْضَ الـطَّـلاحُ
وَقَـــدْ ضَـــلَّ الـــوُلاةُ بِــكُـلِّ قُــطْـرٍ
مَــتــى يـــا ربُّ يُـدْرِكُـنـا الــصَـلاحُ
_____________
نبيه طربيه