19 أبريل, 2017 “يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ”
لو أراد يوسف أن يُعبّر رؤيا الملك لقال: البقرات السمان هي السنوات الخصبة، والبقرات العجاف هي سنوات الجدب وكذلك الحال بالنسبة للسنبلات الخضر واليابسات. لكن يوسف عليه السلام بدلاً من ذلك وضع لهم برنامجاً تفصيلياً للنجاة مما هو أتٍ فقال:"تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًافَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تَأْكُلُونَ. ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تُحْصِنُونَ. ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ"
ألا ترى كم كان يوسف حريصاً أن يفصّل لهم كيفية النجاة من السنوات السبع العجاف، ولم يكن معروفاً لديهم طريقة التخزين بترك القمح في سنبله. كان بإمكانه أن يعبّر الرؤيا فقط ولا يدلّهم على طريق النجاة انتقاماً لنفسه بعد أن أبقوه في السجن ظلماً سنوات عدة، لكنه وهو المحسن الصدّيق الكريم اختار أن يدلهم على طريق النجاة.
والله تعالى أعلم وأجل.