رُحْماكَ رَبي كَيْفُ أكْتُبُ قِصتي
قَدْ ضَلَّ شِعْري والطّريْقُ طَويلُ 
***
ذاكَ الزَّمانُ قَدْ انقضى بِرجالِهِ
وَصحا زمانُ الغَدْرِ وَهْوَ بديْلُ
***
وَتَبَدَّلتْ تِلكَ السُّهولُ وَرَوْعَةٌ 
وَتَطاولَ الرجلُ الذَّميمُ يجولُ 
***
ما كانَ يَظْهَرُ في الرِّجالِ مُنافقٌ
لولا التخاذل والحياة ُ تُديْلٌ
***
قَدْ سادَ في دُنيا العُروبةِ فاجرٌ
سَيْفُ النِّفاقِ مُثَلَّمٌ وَكليلٌ 
***
وَتَقَدَّمَ الرَّجُلُ الذَّميمُ بِبُلْغَةٍ 
بِهُراِئهِ عَمَّ البلادَ يَصولُ 
***
قَدْ سادَ قَوماً في البلادِ خِيانَةٌ 
والريْحُ تَعْبَثُ والوفاءُ قَليلُ 
***
رَحَلَتْ أُسودٌ في الزَّمانِ بِطُهْرِها
وَتَجَرأَتْ تلكَ الكلابُ تَصولُ 
***
هذا النِّفاقُ رِجالُهُ في مَأمَنٍ 
والحرُّ يرثي حَظَّهُ وَيؤُولُ 
***
قَدْ صارَ يَنْطِقُ بالثَّناءِ وَضِيعُهُم
يَروي جُزافاً والنداءُ رحيلُ
***
هُوَ مارِقٌ وَمنافِقٌ وَمُكابِرٌ 
هُو مَاكِرٌ هٌوَ ثَْعَلٌب ضِلِّيلُ
***
لَبِسَ النَّقاءَ تَمَلُّقَاً وَتَخاذُلاً 
كالكَلْبْ ينبحُ ضَيْفَهُ وَيقُولُ 
***
سِيدٌ عَمَلَّسُ لا يَرُوقُ كَلامُهُ 
ويقولُ كُفْراً والنفاقُ يَطُولُ 
***
فَتَبَدَّلتْ تلك الأسودُ خِيانَةً
وَتَحَوَّلَتْ تلك النساءُ تُكيل ُ
***
يُدْعَى بِسَيِّدِ قَومِهِ وَخصالُه 
يَنْدَى الَجِبْينُ بِفِعْلِهِ وَيهَولُ 
***
ضاقَ الشُّجاعُ بأرضِهِ لمَّا رأى
فَأْرا يُساورُ رِفْعَةً وَيخيلُ
***
لمَّا تَطاوَلت العبِيْدُ بِسَيِّدٍ
وَغدا رذيلُ القولِ فيه أُصولُ 
***
وَتَبَدَّلتْ شمسُ النَّهارِ بِظُلْمَةٍ
وَتَمَنْطَقَتْ تلكَ السيوفِ تَصُولُ 
***
وَتَكَلَّمَ الرجلُ الوضيعُ بمجلسٍ 
والحُرُّ يَصْمِتُ يَعتريهِ ذُهولُ 
***
وَتَحَوَّلَتْ تلكَ الحقيقةُ خِدْعَةً 
وَتَقَدَّمَتْ ساح َ النِّزالِ ذيُولُ 
***
ذاكَ الغَبِيُّ خَطيبُنَا سُحْقَاً لهُ 
ذاكَ الوَضيعُ مفوَّه ٌ وَخليلُ
***
فاتْرُكْ كلابَ الأرضِ تنَبْحُ نفَسَها
واربأ بِطُهْرِك َفالسماءُ تَطُولُ 
***
وارحَلْ بِعِزٍّ فالبلادُ رحيبةٌ 
والحُرُّ يأبي والجذورُ تحولُ
***
واترُكْ بلادَ الفأرِ دونَ ذُيولِه
فالصُّبْحُ يَطْلُعُ والظَّلامُ يَزولُ
___________
محمد العصافرة