قصيدة

 يا خانَ شيخون إني خانُ شيخونِ
فكيف أخرج من شكلي ومضموني
.

أنا جنازةُ أمي، حزنُ أرملتي
وشاهدٌ من رخامٍ باْسمِ ميسونِ
.

في شرفةِ البيت كانت طفلتي قمراً
يا ليتهم قبلها في القبر حطُّوني
.

منذ اندلاعِ الأماني في دمي وأنا
أسيرُ خلف شهيدٍ غير مدفونِ
.

من يحملُ الأرض بعدي كلما سقطتْ
و أصبحتْ لعبةً في كفِّ مجنونِ
.

يا خان شيخون هذا الموت يعرفني
قد كان ألغى حياتي و استردّوني
.

إنّي أنا الشعبُ، والشعبُ الذي نهضتْ
به الكرامة لن يرضى بملعونِ
.

يا خان شيخون شاختْ كل أمنيةٍ
لكن حلم أبي ما زال يحدوني
.

أنا بكاءُ مصابيحي التي انكسرتْ
فمن لأطفال قلبي حين يبكوني
.

يا صاحبي ضاقت الدنيا على رئتي
حتى هواءُ بلادي غير مأمونِ
_____________
عامر السعيدي

قال تعالى:"وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ"
تخيّل معي لو أن يوسف خرج من السجن بهذه الطريقة أي بطريقة أن يُذكّر ساقي الملك الملكَ بقصة يوسف وأنه قد سُجن ظلماً، لو أن يوسف خرج من السجن بهذه الطريقة لخرج يوسف ولبقي الحق مسجوناً، ولن يصدق كثير من الناس أن يوسف كان مظلوماً، ولبقيت الألسن تتناول يوسف بين الفينة والفينة.

وقال تعالى:"وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ ۖ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَىٰ رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ ۚ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ ".
لكن انظر عندما قدّر الله ليوسف أن يخرج بهذه الطريقة، أي طريقة تبرئة يوسف قبل خروجه من السجن واعتراف امرأة العزيز والنسوة "قلن حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ ۚ قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ". فلا شك أن الحق بهذه الطريقة يخرج من السجن قبل خروج يوسف عليه السلام، ولن تجد من يتكلم على يوسف بعد ذلك ولو بكلمة واحدة.
والله تعالى أعلم واجل.