يـعـاتبني صـديـقي مـن شـرودِ
ويـضرب كـف عجب في الخدودِ

يـقول لـي الـخليل بـأي شـيء
أرى الـعينين ترغب في الصدودِ

فـــلا والله لا أمـسـي خـصـوما
ولا شــيـدت يــومـا فــي لــدودِ

ومــاذا قــد يـكون أُخـيَّ حـالي
أرى الإســلام يـطـحن بـالحديدِ

أرى الأحـــرار تـنـزف كــل يــوم
وذي الأوطــان تُـذبـح مـن وريـدِ

وطـفـل مــدرج الـحسرات دومـا
ويـنـتـظر الـمـذابح مــن حـقـودِ

وفـي الـحجرات مآساة الثكالى
وفــي الـساحات أرواح الـشهيدِ

بـهـا الإيـمان قـد أضـحى غـريبا
كــذا الـقـرآن أُبْـعـد عــن عـبـيدِ

كــرام الـقوم قـد أضـحوا عـبيدا
وأهل الفسق سادوا عن رشيدِ

بــيـوت الله قـــد صـــارت يـبـابـا
وفـجـرها الـخـبيث مــن الـوفـودِ

كـبـير الـقـوم أصـبـح كــل لـص
وعـبد الـخبث صـار مـن الـحميدِ

أيـنـفـع بـعـد هــذا كــل سـعـد
تـعـاتـبـني وقــلـبـي بـالـسـهود

ألا أبــلـغ شـــرار الـنـاس فـيـها
وأبـــلــغ كـــــل جــبــار عــتـيـدِ

هـــي الـدنـيـا ومــا فـيـها قــرار
وتـهـتـك كـــل طـاغـوت شـديـدِ

وتـقتل كـل مـن أضـحى عـليها
ظـلـوم الـقوم يـقطر مـن حـديدِ

أيــحـسـب أنــهــا آلـــت إلــيـه
فــمــغــرور بــشـيـطـان بــلــيـدِ

فـكـم مــن بـائس فـيها عـبوس
فـــغــارق بــالـلـذائـذ والــرغـيـدِ

أتــــاه هــــادم الــلـذات عـــدلا
فـأضـحـى سـاكـنـا دار الـلـحودِ

محمد أحمد زبيدي