متفاعلن قلبي وحزني فاعلُ
انا في دموع الشعر بحر كاملُ 
…………
وأنا البسيط مباشرٌ بطفولتي 
من ألف جرح كي أموتَ أحاولُ
…….
دانت لي الكلمات إلا أنها 
خجلى أهم بلثمها فتجادلُ
….
وتصك وجها بالبراءة مشمسا 
وتقول لي بعيونها يا جاهلُ
…..
وأنا الخفيف كغيمة بحضورها 
لا وزن لي أو أبتغي أو آملُ
…….
أمشي على ساق الرياح فحيث ما 
عثرتْ سقطتُ وماء روحي هاطلُ
……..
لوَّحت للقمر المسافر في الدجى 
فارتجَّ ابريقُ الضبابِ المائلُ
….
وتهشم الضوء الشفيف بداخلي 
ليلوح في المرآة حلم قاحلُ
……
حلم له ظل طويل كلما 
آيست مني بالخفاء يغازلُ
……
أدنو إليه يفر مثل فراشة
تقتادها للغيب ريحٌ جافلُ
…..
وأنا المُخلَّعُ بابُ قلبيَ مثلما 
باتت بلا عشتار تندب بابلُ 
…….
وتصفق الأرواح في أشباحها 
ويجف تموز الحزين الذابل 
……
مس النداء البكر سمعَ مشاعري 
فغدا الفضا وأنا الحمامُ الزاجلُ
….
والياسمينة في الرؤى عرافتي 
والسندباد ببحرِ روحي ماثلُ
…..
فخببتُ منسرح الخيال مضارعا 
متقاربا وأنا المديد الراحل 
……
ويلومني سكان قلبي كلما 
غُيِّبتُ عني للشعور أراسلُ
…..
شيخُ المساء يشمني بقميصه 
فتراه يبصر لوعتي ويسائلُ

ويضمني ضم النجوم لصدره 
يجتثني من وحدتي ويُشاغلُ
….
أفلا أكون مسارعا لسماعهِ
وأنا الذي لسكونه أتماثلُ
….
يا ليل يا هزَجَ الغريب إذا بكى 
إني لبحرك إن رَجَزتَ الساحلُ
…..
وأنا اختناق الورد في عنق الأصيصِ
المستبدِّ ورملُ صبري قاتلُ
……
أهذي وأقتضب الجنون قصائدا 
إن المجذف في الجنونِ العاقلُ
…..
آوي إلى ركن الجمال مسالما 
فالقبح في زمن الخراب مناضلُ 
……..
والحب موفور الغمامِ وإنما 
قد جفف الغيماتِ قلبٌ قاحلُ
……..
يا شعر إن كان انتشاؤكَ لحظةً
فالحزن للشعراء عُمْرٌ كاملُ
________________
محمود موزة