حَرائِرُ الشّامِ قَدْ صاحَتْ: لَنا اللهُ *** ما خابَ مَنْ كانَ رَبُّ الْعَرْشِ مَوْلاهُ
مِنْ بَطْنِ حوتِ الْأَسى نَدْعو عَلى نَغِلٍ *** وَكُلِّ مُرْتَزِقٍ، في الظُّلْمِ، والاهُ
يا عُرْبُ، لا فَخْرَ بَعْدَ الْيَوْمِ في زَجَلٍ *** فَثَوْبُ عِزَّتِكُمْ ساسانُ أَبْلاهُ
إِنْ تَخْذُلونا فَذي وَاللهِ عادَتُكُمْ *** فَكَمْ خَذَلْتُمْ بِلادًا بارَكَ اللهُ!
إِنَّ الْحَقيقَةَ مِثْلُ الشَّمْسِ قَدْ سَطَعَتْ *** وَوَجْهُها لِلْبَصيرِ اللهُ جَلّاهُ
أَمّا الَّذينَ لِكَلْبِ الْفُرْسِ قَدْ هَتَفوا *** فَحَسْبُهُمْ أَرْخَصوا ما الْحُرُّ أَغْلاهُ
يا مَنْ شَمِتُّمْ بِنا مِنْ لُؤْمِ طَبْعِكُمُ *** خِذْلانُ أُمَّتِنا ذا الْفَصْلُ أَمْلاهُ
لَمْ تَنْتَهِ الثَّوْرَةُ الْخَضْراءُ بَعْدُ، فَفي *** كُرومِنا عِنَبٌ لا كَرْمَ دَلّاهُ
سَيَنْصُرُ اللهُ مَنْ ثاروا لِنُصْرَتِهِ *** وَما دَعَوْا في ظَلامِ الْيَأْسِ إِلّاهُ
وَكَيْفَ يَيْأَسُ شَعْبٌ صابِرٌ أَبَدًا *** وَفي الْجِنانِ، بِإِذْنِ اللهِ، قَتْلاهُ؟!
سَيُرْجِعُ اللهُ، مِنْ فَضْلٍ، إِلى حَلَبٍ *** مَنْ كانَ عَنْها لَهيبُ الْحِقْدِ أَجْلاهُ
يا عُرْبُ، ضَيَّعْتُمُ في الشّامِ فُرْصَتَكُمْ *** كَيْ تَسْتَعيدوا الَّذي الْخِذْلانُ أَخْلاهُ
مَكانُكُمْ كانَ في الْجَوْزاءِ، كَيْفَ هَوى *** نَجْمٌ بَهِيُّ السَّنا يا ما أُحَيْلاهُ؟!
لا مَجْدَ لِلْعُرْبِ إِلّا إِنْ عَلا بِهِمُ *** شَرْعُ الْبَشيرِ الَّذي الرَّحْمنُ أَعْلاهُ
______________________
جواد يونس